الشرق الأوسط والعالم يدعون للتهدئة بعد تدخل واشنطن عسكريا ضد إيران

أثار التدخل العسكري المباشر للولايات المتحدة في النزاع القائم بين إسرائيل وإيران، والذي بدأ فجر الأحد عبر ضربات جوية على مواقع نووية إيرانية، ردود فعل دولية واسعة وتحذيرات من خطر الانزلاق إلى صراع إقليمي شامل.
وجاء التدخل الأميركي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، الخميس، أنه بصدد اتخاذ قرار خلال أسبوعين بشأن تدخل بلاده في الحرب، لكن القرار جاء سريعا، حيث أمر من غرفة العمليات في واشنطن بتنفيذ ضربات دقيقة عبر قاذفات B-2، انطلقت من قواعد في غوام ودييغو غارسيا، واستهدفت منشآت نووية حساسة في فوردو ونطنز وأصفهان.
وفيما لم تكشف بعد حجم الأضرار بدقة، فقد توعدت طهران بالرد بكل "قوة ممكنة"، مشيرة إلى أن لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها.
و في هذا السياق عبرت العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك حلفاء لواشنطن، عن مخاوفها من التصعيد، داعية إلى العودة الفورية للمسار الدبلوماسي. وفي المقابل، دانت دول وجماعات محسوبة على إيران الضربات الأميركية، لكنها أيضا دعت إلى ضبط النفس لتجنب تفجير الأوضاع في المنطقة.
وفي بيان رسمي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن النزاع "قد يخرج عن السيطرة بسرعة كبيرة"، ملوحا بتبعات كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم. ودعا جميع الدول إلى وقف استخدام القوة، مؤكدا أن "لا حل عسكريا للأزمة، والدبلوماسية هي الخيار الوحيد".
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران إلى العودة لطاولة الحوار، مشددا على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في منطقة "تعاني أصلا من الهشاشة". وأبدى شكوكه بشأن استعداد واشنطن وتل أبيب للتفاوض في الوقت الراهن.
وأشار ستارمر إلى أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدا عالميا، مؤكدا أن واشنطن تحركت لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وكانت كل من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي قد حاولت الأسبوع الماضي إحياء المحادثات مع إيران في جنيف، لكن تلك المحاولات لم تثمر.
ومن جهتها دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة وزراء إستونيا كايجا كالاس إلى ضبط النفس وتغليب المسار السياسي، في محاولة أخيرة لتجنب انفجار الوضع في منطقة متوترة أصلا.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تتجه الأنظار إلى رد طهران، واحتمالات اندلاع حرب شاملة في المنطقة، في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية للتهدئة والدبلوماسية.