تسريب ضخم يكشف 16 مليار سجل دخول وتحذيرات من كارثة أمنية رقمية عالمية


تسريب ضخم يكشف 16 مليار سجل دخول وتحذيرات من كارثة أمنية رقمية عالمية   صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

         كشف موقع Cybernews المتخصص في الأمن السيبراني عن واحدة من أضخم عمليات تسريب بيانات تسجيل الدخول على الإطلاق، حيث تم رصد أكثر من 16 مليار سجل موزعة على ما يزيد عن 30 قاعدة بيانات، في ما يعد تهديدا غير مسبوق للأمن الرقمي العالمي.

 

اللافت في الأمر، حسب ذات المصدر، أن هذه السجلات حديثة، وليست إعادة تدوير لبيانات قديمة، حيث تم تجميعها باستخدام برمجيات خبيثة متخصصة تعرف باسم Infostealers، والتي تستهدف أجهزة المستخدمين لسرقة بيانات الدخول وكلمات المرور وملفات تعريف الارتباط، ثم تجمع وتعرض لاحقا للبيع أو التداول عبر الإنترنت المظلم.

 

من جانبها، أكدت شركة كاسبرسكي المتخصصة في الأمن الرقمي، أن نسبة هجمات سرقة كلمات المرور ارتفعت بنسبة 21% بين عامي 2023 و2024، في دلالة على تنامي خطورة هذه البرمجيات، التي أصبحت من أكثر أدوات الجرائم السيبرانية انتشارا عالميا، مستهدفة ملايين المستخدمين والشركات.

 

قالت ألكسندرا فيدوسيموفا، محللة البصمة الرقمية في كاسبرسكي، إن الرقم الضخم للتسريب "يتجاوز تقريبا عدد سكان كوكب الأرض"، مشيرة إلى أن التسريب يمثل دمجًا لمجموعة من الانتهاكات الأمنية بلغ عددها نحو 30 خرقا.

 

وأضافت أن البيانات التي تم جمعها عبر فترة 6 أشهر منذ بداية العام، قد تشمل سجلات مكررة، لا سيما في ظل استمرار عادة المستخدمين في إعادة استخدام كلمات المرور. وأشارت إلى أن التحليل الأولي يؤكد أن هذه القواعد لم يبلغ عنها سابقا، مما يجعلها جديدة من حيث الاكتشاف، وإن كانت بعض البيانات قد تكون مسربة سابقا من مصادر أخرى.

 

وفي تعليق حول أبعاد هذا التسريب، قال دميتري جالوف، رئيس وحدة البحث والتحليل في كاسبرسكي، إن ما يحدث يعكس اقتصادا إجراميا منظما، أصبحت فيه سرقة بيانات الدخول عملية مدرة للأرباح، تدار كصناعة بوسائل متطورة، حيث يتم جمع وتسويق هذه البيانات مرارا ضمن ما يعرف بـ"قوائم الدمج"، ويعاد تغليفها وتحديثها بشكل مستمر.

 

وأشار جالوف إلى أن الأخطر في هذا التسريب هو أن البيانات المسروقة كانت متاحة مؤقتا للعامة عبر قنوات غير آمنة، ما يجعلها في متناول أي شخص صادفها، وليس فقط المجرمين السيبرانيين.

 

آنا لاركينا، خبيرة الأمن السيبراني في كاسبرسكي، شددت على ضرورة الالتزام بمجموعة من التدابير لحماية البيانات الشخصية:

 

تغيير كلمات المرور بانتظام، وتجنب استخدام نفس الكلمة لحسابات متعددة.

 

تفعيل المصادقة الثنائية (2FA) للحسابات المهمة.

 

التفاعل السريع مع الدعم الفني في حال الشك بوصول غير مصرح به.

 

استخدام مدير كلمات مرور موثوق مثل Kaspersky Password Manager.

 

التحلي باليقظة تجاه الرسائل المشبوهة وهجمات الهندسة الاجتماعية.

 

في ظل هذا التسريب الهائل، تبدو النظافة الرقمية ليست مجرد خيار، بل ضرورة لحماية الهوية الرقمية والحسابات من الاستغلال والإضرار.

اترك تعليقاً