أطفال جنوب السودان عالقون بين الفقر والحرب والعمل القسري
صورة - ص.أ.م
كشف تقرير حديث أعدته حكومة جنوب السودان بشراكة مع منظمة "أنقذوا الأطفال" عن أرقام مقلقة بشأن عمالة الأطفال في البلاد، إذ أظهر أن أكثر من ستة من كل عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة يشاركون في أعمال شاقة وخطرة، تشمل الاستغلال الجنسي، العمل القسري، السرقة والانخراط في النزاعات المسلحة، وفي بعض المناطق مثل كابويتا تصل النسبة إلى تسعة أطفال من أصل عشرة،
التقرير الذي استند إلى دراسة ميدانية شملت أزيد من 400 أسرة في سبع ولايات أرجع تفاقم الظاهرة إلى الفيضانات المتكررة وتفشي الأمراض. واستمرار النزاعات المسلحة التي دفعت آلاف الأسر إلى الفقر والجوع، ما أجبر الأطفال على ترك الدراسة والانخراط في أعمال غير آمنة.
في كابويتا الجنوبية، مثلا، يعمل معظم الأطفال في التعدين والرعي والزراعة بدلا من الذهاب إلى المدرسة. بينما تشهد مناطق مثل يامبيو تفشيا مشابها لعمالة القاصرين بسبب زواج الأطفال والنزاعات المحلية.
وأوضح التقرير أن 10 في المائة من الأطفال الذين شملهم البحث أقروا بأنهم كانوا جزءا من جماعات مسلحة، خصوصا في مناطق أكوبو وبنتيو وكابويتا، فيما تظهر البيانات أن الفتيات أكثر عرضة للاستغلال في الخدمة المنزلية أو الزواج القسري، بينما يدفع الأولاد نحو القتال أو الأعمال الخطرة.
وقال كريس نياماندي، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في جنوب السودان، إن الأرقام تعكس مأساة تتجاوز حدود الفقر، وتمس جوهر مستقبل البلاد. وأضاف أن غياب التعليم يشكل العامل الأكبر في انتشار هذه الممارسات، فكلما ارتفع معدل التسرب المدرسي، زادت فرص تعرض الأطفال للاستغلال.
وأقرت الحكومة الجنوب سودانية بخطورة الوضع، إذ أكد دينغ تونغ، وكيل وزارة العمل، أن هذه المعطيات ستكون مرجعا لتصميم برامج وطنية لمكافحة الظاهرة وحماية الأطفال.
ويأتي التقرير في وقت تغرق فيه البلاد بأزمات متشابكة، فحوالي مليون شخص تضرروا من الفيضانات الأخيرة، بينما نزح أكثر من 300 ألف شخص بسبب تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
كما تم تسجيل 104 آلاف إصابة بالملاريا في أسبوع واحد، في حين يواجه أكثر من 7 ملايين شخص خطر الجوع الحاد.