نيكوشور دان يعين إيليي بولوجان رئيسا للوزراء لإنهاء الأزمة السياسية في رومانيا

في خطوة تهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية المستمرة في البلاد، عين الرئيس الروماني الجديد نيكوشور دان، المدافع عن التوجه الأوروبي، يوم الجمعة، إيليي بولوجان في منصب رئيس الوزراء، بعد أسابيع من المشاورات المكثفة.
بولوجان، البالغ من العمر 56 عاما، والقيادي في حزب الوطنيين الليبراليين (PNL) الوسطي، سبق له أن شغل منصب الرئيس المؤقت بين فبراير ومايو الماضيين، في وقت كانت فيه البلاد تمر باضطرابات سياسية حادة، تزامنا مع إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة بسبب مزاعم بالتلاعب والتدخل الأجنبي.
وقد جاءت تسمية بولوجان بعد فوز دان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي تميزت بتنافس محتدم أسفر عن إقصاء مرشح اليمين المتطرف، في استحقاق أعيد تنظيمه عقب قرار المحكمة الدستورية إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية لشهر نوفمبر 2025، والتي فاز فيها المرشح المؤيد لروسيا، كالين جورجيسكو.
وفي تصريحه له، أكد بولوجان إدراكه لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، متعهدا بالعمل مع القوى السياسية لبناء أغلبية برلمانية متماسكة وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، وعلى رأسها العجز الكبير في الميزانية العامة، الذي يعد من بين الأعلى في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح بولوجان أن أولوياته تتمثل في إعادة ضبط المالية العامة للدولة، وتحسين الحوكمة وتهيئة بيئة مواتية للتنمية، وكذلك تعزيز الثقة والاحترام تجاه الشعب الروماني.
ويبقى تشكيل الحكومة المرتقبة مرهونا بموافقة البرلمان، ومن المنتظر أن تضم ائتلافا واسعا من الحزب الاجتماعي الديمقراطي (PSD) وحزب PNL، إلى جانب اتحاد المجريين في رومانيا (UDMR) وحزب "أنقذوا رومانيا" الإصلاحي. وقد طالب الحزب الاشتراكي باتفاق لتناوب رئاسة الوزراء، ما يشير إلى مفاوضات حساسة قد تسبق منح الثقة.
و من جهة أخرى يرى مراقبون أن الحكومة المقبلة ستواجه صعوبات في التوصل إلى توافق طويل الأمد بشأن إصلاحات مؤجلة، وسط انقسامات سياسية عميقة. وأكد المحلل السياسي كريستيان أندريه أن الإجراءات الاقتصادية قصيرة الأمد، إذا لم ترافق بإصلاحات هيكلية، قد تفضي إلى أزمة سياسية متجددة تهدد الاستقرار المستقبلي.
وللإشارةة فإن بولوجان، خلال رئاسته المؤقتة للحكومة في مايو، عين كاتالين بريدوي من حزب PNL لقيادة مجلس الوزراء، عقب استقالة رئيس الوزراء السابق مارسيل تشيولاكو، إثر فشل مرشح ائتلافه في بلوغ الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.