منح الفرصة لأطفال التوحد لإسماع صوتهم


منح الفرصة لأطفال التوحد لإسماع صوتهم صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

Warning: Undefined array key "editeur" in /home/zktecow/africa4press/article.php on line 408

             يجسد المركز السوسيو  تربوي الجديد للأطفال المصابين بالتوحد، الذي يقع في قلب مدينة الخميسات، الأمل في التمتع بمستقبل دامج وأكثر طمأنينة، تكريسا للعناية الملكية السامية بالفئات الهشة.

ويمثل هذا المشروع، الذي دخل حيز الخدمة سنة 2024، باستثمار قدره ستة ملايين درهم، في حد ذاته استجابة ملموسة ومهيكلة لاحتياجات الأشخاص المصابين باضطرابات النمو العصبي وعائلاتهم، من خلال تمكينهم من فضاء للدعم والراحة والتفتح.

وقالت رئيسة جمعية (خذ بيدي) للأطفال المصابين بالتوحد، التي تدير المركز، "إن هذا المركز ليس مجرد مبنى، بل هو تتويج لحلم جماعي مدفوع برغبة راسخة في تلبية حاجة ، غالبا ما يتم إهمالها".
وبعد أن أشارت إلى أن كل لبنة في هذا المبنى تشهد على تعبئة استثنائية للمجتمع والمؤسسات والشركاء المحليين، أكدت السيدة الشعيبي أن الدعم الذي قدمته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان حاسما في تجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع.

ويتوج إحداث جمعية (خذ بيدي) الدينامية الجماعية التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها نموذجا غير مسبوق للحكامة الاجتماعية. ويتعلق الأمر، بتحسيس العموم باضطراب التوحد، وهو شرط ما تزال تجهله إلى حد كبير شرائح واسعة من المجتمع.
وقالت بنبرة متأثرة "بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعد الإدماج الاجتماعي ضرورة، وقد كان الدعم المقدم لمشروعنا بحجم لم نكن لنحققه بمفردنا".

ويوجد حاليا بالمركز، الذي يتسع 80 طفلا، 61 نزيلا، يستفيدون من تتبع شخصي يلائم احتياجاتهم الخاصة. وبالإضافة إلى الدعم التربوي، ويتميز هذا الفضاء بكونه مكانا للعيش، حيث تستقبل كل خطوة، مهما كانت متواضعة، بفخر وتقدير.

وبحسب رئيس قسم العمل الاجتماعي بالنيابة في عمالة إقليم الخميسات، "يمثل المركز نموذجا حيا لما يمكن أن يحققه نهج تشاركي ودامج".
وأن العديد من آباء الأطفال المصابين بالتوحد غالبا ما يجدون أنفسهم مثقلين، على المستويين العاطفي والمالي أمام المطالب التي يفرضها الدعم الملائم، مؤكدا أن المركز يوفر لهم مساحات للإنصات ودورات تكوينية لمساعدتهم على فهم احتياجات أطفالهم الخاصة وتدبيرها بشكل أفضل.
أما بالنسبة للآباء، فيبدو الأثر الإيجابي للمركز جليا على قدرات المستفيدين وعلى الحياة اليومية لأسرهم.

ويعرب عبد الغفور، وهو والد طفل مصاب بالتوحد، عن ارتياحه قائلا: "في السابق، كان ابني منعزلا في عالمه الخاص، غير قادر على التواصل معنا. أما اليوم، فقد بدأ يتكلم ويتفاعل مع محيطه. إنها نعمة ندين بها لهذا المركز ولطاقمه المتفاني".
وتؤكد والدة طفل آخر هذا التقدم الملحوظ، مشيرة إلى أنه بفضل هذا المركز يستفيد طفلها من تتبع شخصي يمكنه من أن يقطع خطوة إلى الأمام، مضيفة "هذا الأمر يغير كل شيء في عائلتنا".

ولا يقتصر المركز على توفير المواكبة المباشرة للأطفال، بل ينخرط بكل حزم في مجهود تحسيسي بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني، في أفق تغيير نظرة المجتمع للإعاقة على وجه الخصوص.


اترك تعليقاً