كرة القدم النسائية في المغرب نمو متسارع ورؤية طموحة نحو الريادة الإفريقية

Warning: Undefined array key "editeur" in /home/zktecow/africa4press/article.php on line 408
على مدى السنوات الست الماضية، شهدت كرة القدم النسائية بالمغرب تطورا ملحوظا، حيث انتقلت من هامش الرياضة الوطنية إلى مكانة بارزة في المشهد الرياضي، مدعومة بدعم متزايد للأندية النسائية وتنظيم دوري منتظمة، فضلاً عن تعزيز حضور المنتخبات والفرق المغربية في البطولات القارية والعالمية.
ومع اقتراب استضافة المغرب للأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات (المغرب 2024) المزمع إقامتها من 5 إلى 26 يوليوز الجاري، يؤكد المراقبون الرياضيون أن المغرب أصبح نموذجا متقدما يحتذى به إقليميًا وقاريًا في مجال النهوض بكرة القدم النسائية. وقد أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في 2020 استراتيجية وطنية ترتكز على التكوين والاحتراف وتوسيع قاعدة الممارسة.
وأثمرت هذه الجهود عن نتائج لافتة، من بينها تأهل المنتخب المغربي النسوي لأول مرة إلى كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، حيث بلغ الدور الثاني، وهو إنجاز تاريخي وضع "لبؤات الأطلس" ضمن قائمة القوى الصاعدة في القارة. كما بلغ المنتخب النهائي في كأس إفريقيا للسيدات 2022 التي استضافها المغرب، وسط حضور جماهيري كبير فاق التوقعات، إلى جانب الأداء المميز للمنتخبات السنية والأندية النسائية على المستويين العربي والإفريقي.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الإطار التقني مهدي كسوة أن المغرب يعيش نهضة كروية نسائية ثمرتها ست سنوات من العمل المتواصل. وأشار إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ركزت على تطوير البطولة الوطنية التي تحولت من هاوية إلى دوري احترافي، يتسم بالمنافسة الشديدة والندية بين الفرق.
وأوضح كسوة أن المنافسة توسعت مع بروز فرق نسائية حديثة مثل نهضة بركان، الفتح الرباطي، الوداد البيضاوي، والنادي البلدي للعيون، التي ساهمت في رفع مستوى البطولة، التي يقودها فريق الجيش الملكي كمنافس رئيسي. كما أبرز دور فريق سبورتينغ الدار البيضاء في إثراء المشهد الكروي من خلال وصوله إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا النسوي.
وأضاف كسوة أن نجاح هذه المسيرة رافقه إنشاء بنية تحتية مهمة، تمثلت في مراكز جهوية للتكوين تهدف إلى استقطاب المواهب الشابة وتنمية مهاراتهن الرياضية والتربوية، مع اعتماد منهجيات حديثة مثل دراسة-رياضة التي تعزز التوازن بين التعليم والتدريب.
كما أكدت الجامعة أهمية تكوين الأطر التقنية من خلال دورات تدريبية متواصلة، ما ساهم في تأهيل المدربين والمشرفين على الأندية والمنتخبات الوطنية، بما يضمن جودة التدريب والتأطير.
وعلى مستوى المنتخبات، استفادت الفئات العمرية كافة من هذه الطفرة، حيث تمكن المنتخب الوطني الأول من بلوغ نهائي كأس إفريقيا 2022، وحقق مشاركة تاريخية في كأس العالم 2023، كما اقترب من التأهل إلى أولمبياد باريس 2024.
خلاصة القول، أن كرة القدم النسائية في المغرب تواصل مسيرتها الإيجابية، مدعومة برؤية استراتيجية وطموحات واضحة، مما يجعلها قوة صاعدة في المشهد الرياضي الإفريقي، في ظل تزايد الوعي المجتمعي والدعم الإعلامي والاستثماري في هذا المجال الحيوي.