قطب الآلات الفلاحية بمعرض مكناس الدولي يعرف رواجا تجاريا مهاما

في قلب الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، يشكل قطب الآلات الفلاحية أحد أكثر الفضاءات حركية واستقطابا لاهتمام الزوار، لما يعرضه من حلول تقنية مبتكرة، وما يشهده من رواج تجاري ملحوظ.
هذا القطب الذي يجسد التحول العميق الذي يعرفه القطاع الفلاحي بالمغرب، شهد حضورا كثيفا من الزوار ومن المهنيين والمستثمرين والفلاحين من مختلف مناطق المملكة، توافدوا بكثافة على أروقة أحدث المعدات والآليات الفلاحية، في مجالات جني الثمار، وتقليم الأشجار، والرش والري، وغيرها من الحقول المرتبطة بسلاسل الإنتاج.
كما أن تنوع المعدات والآليات الفلاحية المعروضة بين ما هو موجه للاستغلاليات الصغيرة، وما هو مخصص للحقول الكبرى، يعكس حرص الجهات المعنية بالقطاع الفلاحي إلى جانب العارضين على تقديم عرض يستجيب لمختلف احتياجات السوق الوطنية.
وقد أبرز مسؤول تجاري بشركة لتسويق الآلات الفلاحية الخاصة بالرش، أن الشركة تستهدف الزبائن في كل مجالات الإنتاج الفلاحي، ولا سيما تلك التي تهم الأشجار المثمرة، مبرزا أن مؤسسته باعت، خلال الأيام الثلاثة الأولى، فقط، 15 آلة رش فلاحية لزبناء أتوا بحثا عن تحسين صحة محاصيلهم الزراعية وإنتاجيتها.
وأكد أن حجم مبيعات شركته، خلال هذه الدورة، فاق الدورة السابقة بأكثر من 70 في المائة، وهو ما يدل على مكانة هذه التظاهرة الفلاحية الكبرى ودورها البارز في تحسين القطاع الفلاحي بالمغرب.
ولا يقتصر الرواج التجاري داخل القطب على العروض الترويجية أو عمليات البيع المباشرة، وإنما يشمل، كذلك، تعزيز الشراكات بين الشركات المحلية والدولية، إلى جانب اهتمام مؤسسات تمويلية بمواكبة الفلاحين لاقتناء المعدات، من خلال قروض تفضيلية والعديد من الحلول التمويلية المرنة.
ويحضر الابتكار، كذلك، بقوة في كل ما تعرضه الشركات من آليات ذكية، قادرة على تحسين المردودية وتقليل التكاليف، وتكييف العمل الفلاحي مع التحديات البيئية والمناخية.
وفي هذا الإطار، اعتبر فلاح مهني متخصص في إنتاج اللوز والزيتون، بالإضافة إلى تربية المواشي (أبقار وأغنام)، قدم لاقتناء آلية متطورة خاصة بإزالة الأعشاب الضارة وتنقية التربة، أن قطب الآلات الفلاحية يعد بمثابة مدرسة متكاملة في هذا المجال.
وهو الذي قدم من منطقة مجاط بعمالة مكناس، واستحسن التنوع الكبير في الآليات المعروضة نظرا لحضور شركات من عدة دول، وهو ما يمثل فرصة مهمة للفلاحين لاختيار ما يناسب أنشطتهم الفلاحية.
وتؤكد الحركية التي يشهدها قطب الآلات الفلاحية بالملتقى، هذه السنة، دينامية القطاع ورغبة الفاعلين فيه في مسايرة التحولات التكنولوجية وتسريع وتيرة تحديث الفلاحة المغربية.
كما يؤكد الإقبال اللافت، الذي يعرفه هذا القطب، الدينامية الجديدة التي بات يعرفها القطاع الفلاحي، والتوجه الواضح نحو تحديثه، عبر الانفتاح الكبير على تسويق آلات ذكية تتيح رفع الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، في انسجام مع رهانات الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.