زعيم حزب الشعب الأوروبي يدعو إلى الاعتدال والإنسانية في ملف إعادة اللاجئين السوريين
صورة - م.ع.ن
دعا مانفريد فيبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي (EPP) وعضو الاتحاد الاجتماعي المسيحي في ألمانيا، إلى اعتماد مقاربة تقوم على الاعتدال والمرونة والإنسانية في النقاش الدائر حول إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدًا ضرورة احترام القانون مع مراعاة الأوضاع الصعبة التي تمر بها سوريا.
وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، عبر فيبر عن تأييده للمبدأ العام الذي ينادي بـ"العودة إلى الوطن"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية تطبيق القرارات بمرونة تأخذ بعين الاعتبار الواقع الإنساني المعقد للاجئين السوريين، ولا سيما أولئك الذين اندمجوا بنجاح في المجتمع الألماني.
وقال فيبر: "يجب تنفيذ القانون، لكن علينا أن نظهر بعض التعاطف. هناك آلاف الأسئلة العملية التي تحتاج إلى إجابات، مثل كيفية التعامل مع السوريين الذين ساهموا بشكل ملموس في الاقتصاد والمجتمع الألماني، خصوصا في القطاعات الحيوية كالمستشفيات". وتساءل قائلا: "هل من المنطقي إعادة جميع هؤلاء إلى سوريا في ظل الأوضاع الراهنة؟".
تصريحات فيبر جاءت في خضم جدل سياسي متصاعد داخل الحزب الحاكم، بعد أن عبر وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول عن تشكيكه في إمكانية العودة الطوعية للاجئين السوريين في المدى القريب، إثر زيارته إلى مناطق مدمرة قرب العاصمة دمشق. وقال فادفول حينها: "من الصعب أن يعيش أي إنسان هنا بكرامة".
وقد أثارت تصريحاته انتقادات حادة من جناح داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حيث وصفه بعض النواب بأنه قدم "أداء كارثيا"، معتبرين أن تصريحاته تضعف موقف الحزب بشأن ترحيل المجرمين والأشخاص الخطرين وتشجع على البقاء في ألمانيا.
وفي المقابل، أكد وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت التزامه بخطط الترحيل، بينما حاول المستشار فريدريش ميرتس تهدئة الخلافات داخل التحالف المحافظ، في حين عبر المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس عن دعمه لموقف فادفول.
واختتم فيبر حديثه بالتأكيد على أن العودة إلى الوطن تبقى المبدأ الأساسي، غير أن تطبيقها يجب أن يتم بطريقة تحفظ الكرامة الإنسانية وتراعي الدمار الهائل في سوريا، مشددا على رفض فرض جداول زمنية صارمة لعمليات الترحيل، وعلى ضرورة أن تدار العملية بما يضمن استدامتها ومصلحتها المتبادلة لكل من ألمانيا والسوريين الراغبين في إعادة بناء وطنهم.