الإغلاق الحكومي يهدد حياة الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة
صورة - م.ع.ن
وسط تأخر غير مسبوق في صرف إعانات الغذاء جراء الإغلاق الحكومي، مع تزايد مخاوف من اضطرار أصحاب الحيوانات الأليفة المتعثرين ماليا إلى التخلي عن حيواناتهم.
تشهد المنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة نقصا حادا في تبرعات طعام الحيوانات الأليفة، وتخشى من اضطرار أصحاب الحيوانات المتعثرين ماليا إلى التخلي عن كلابهم وقططهم، بسبب تأخر صرف إعانات برنامج المساعدة التكميلية الغذائية (SNAP) بسبب الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ.
ويشير العاملون في هذه المنظمات إلى أن العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة يعتمدون عادةً على إعانات SNAP لشراء طعام بشري يستخدم أحيانا لتغذية حيواناتهم، أو لتحرير جزء من دخلهم المحدود لشراء طعام خاص بالحيوانات. وتفاقمت الأزمة مع تأخر صرف هذه الإعانات، ما دفع بعض الملاجئ إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، مثل تحويل أموال مخصصة للرعاية البيطرية لشراء طعام الحيوانات.
ففي ولاية لويزيانا، تفكر جمعية "Companion Animal Alliance" في باتون روج في تحويل جزء من ميزانيتها البيطرية لشراء طعام الحيوانات، خاصة بعد فقدان أحد كبار المتبرعين ما أدى إلى وقف برنامج توزيع الطعام الذي كان يدعم نحو 200 أسرة شهريا.
وفي إلينوي، تعمل منظمة "Care for Pets" في روكفورد على ربط المستفيدين من SNAP بمتطوعين يرافقونهم في التسوق لشراء الطعام البشري والحيواني معا. وتروي سارة لونغويتز، البالغة من العمر 46 عاما وتعمل في محل قطع غيار سيارات، أنها كانت على وشك التخلي عن قطتها وكلبيها بسبب عدم قدرتها على تغطية نفقات المعيشة، لكن المنظمة وفرت لها بطاقة هدايا تسوق سمحت لها بإطعام أسرتها وحيواناتها.
وفي ولاية تينيسي، سجّل ملجأ "New Leash on Life" ارتفاعا ملحوظا في أعداد الأسر التي تطلب مساعدة من "بنك طعام الحيوانات"، حيث ارتفع العدد من 75-100 أسرة شهريا إلى 125 أسرة في أكتوبر وحده.
وفي نيو أورلينز، وزعت منظمة "Zeus’ Rescues" كمية من طعام الحيوانات تضاعف عن المعتاد في أكتوبر، وفقا لمؤسستها ميشيل شيرامي، التي وصفت الوضع بأنه "الأكثر إيلاما" خلال 20 عاما من عملها، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص بدأوا في ترك حيواناتهم أمام بوابة الملجأ من شدة اليأس.
ويأتي هذا في ظل قرار المحكمة العليا يوم الجمعة بتأييد طلب إدارة ترامب الطارئ بتأجيل تنفيذ أمر قضائي يلزم بتمويل كامل لإعانات SNAP، رغم أن بعض الولايات تلقت أموالها بالفعل، ما زاد من حالة عدم اليقين وضغط على الملاجئ والمنظمات.
ويؤكد العاملون في بنوك الطعام أنهم يدركون هذه الظاهرة جيدا، إذ يقدّم الكثيرون طعامهم للحيوانات قبل أنفسهم، خاصة لأن بعض هذه الحيوانات تعد دعما عاطفيا ضروريا. وتقول كيم باكمان من "Feeding Missouri": "نعرف أن الحيوانات قد تكون مصدر الراحة الوحيد لصاحبها في أوقات الشدة".