خمس دول أوروبية تنسحب من معاهدة أوتاوا لتعزيز دفاعاتها بالألغام الأرضية


خمس دول أوروبية تنسحب من معاهدة أوتاوا لتعزيز دفاعاتها بالألغام الأرضية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       أعلنت خمس دول أوروبية عضو في حلف الناتو، وهي بولندا وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، انسحابها من معاهدة أوتاوا لعام 1997، التي تحظر استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف من أي عدوان روسي محتمل. وتخطط هذه الدول لإنشاء منطقة ملغومة تمتد نحو 2000 ميل كجزء من جهودها الدفاعية الإستراتيجية.

 

ويبرز الخبراء أن الألغام الأرضية، رغم بساطتها وانخفاض تكلفتها، أثبتت فعاليتها في الحرب الحديثة، كما شهدت الحرب في أوكرانيا، حيث أعاقت تقدم القوات الروسية ومنحت الجانب الأوكراني الوقت الكافي لترسيخ دفاعاته. وقد ساهم استخدام الألغام في تحويل التكتيك من حرب المناورة إلى أسلوب استنزافي يعتمد على الدفاع الثابت وقوة النيران.

 

كما أصبح دمج الألغام الأرضية مع الطائرات المسيرة الحديثة ممكنا، ما يسمح بزرعها بسرعة وكفاءة، ويزيد من فاعلية التحصينات الدفاعية. وهذا التكامل بين الأسلحة التقليدية والتقنيات الحديثة يعزز دور الألغام على الصعيد الاستراتيجي، حيث يمكن أن تؤثر على نتائج المعارك والحروب بأكملها.

 

بررت الدول الأوروبية الخمس انسحابها من المعاهدة بالحاجة إلى الاعتماد على الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات كعنصر دفاعي أساسي في مواجهة التهديدات الروسية، مع الاستمرار في شراء هذه الألغام محليًا واستيرادها من الولايات المتحدة لتعزيز التحصينات الحدودية، رغم الجدل الأخلاقي والقانوني المثار حول استخدامها.

 

وتوضح تجربة أوكرانيا أن الألغام الأرضية أصبحت محورا للحروب المستقبلية، فهي تحمي المواقع الحيوية، تعطل تحركات العدو، وتفرض تبني استراتيجيات دفاعية أكثر استنزافا، ما يجعلها أداة رئيسية للحفاظ على الأمن الإقليمي وضمان خطوط دفاعية ثابتة ضد أي عدوان محتمل.

اترك تعليقاً