الجزائر: الحراك يشتعل بقيادة الشباب المتظاهر والعسكر يرتعد


الجزائر: الحراك يشتعل بقيادة الشباب المتظاهر والعسكر يرتعد صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

          نصف سكان الجزائر تقريبا دون سن الثلاثين. إنهم عاطلون عن العمل، ومضطهدون، ومحبطون. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، تواصلت المظاهرات التي يقودها الشباب هذا الأسبوع في عدة مدن، وسط تقارير عن مشاركة الآلاف في مسيرات واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة.
و تنظم المظاهرات حركة "جيل زد 213" عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس وتيك توك وديسكورد. يطالب المحتجون بإصلاحات اجتماعية، وحرية تعبير أكبر، وإصلاحات ديمقراطية، ووضع حد للفساد.و تغذي هذه الاحتجاجات إحباطات عميقة من الركود الاقتصادي، والقمع السياسي، وعدم الوفاء بالوعود التي قطعها نظام الرئيس عبد المجيد تبون المدعوم من الجيش، والذي يمثل استمرارية لحكم جيل ما قبل الاستقلال.
ووفقا لبيانات الجزائر لعام 2024، فإن أكثر من 30٪ من الشباب دون سن 25 عاما، والعديد من الخريجين عاطلون عن العمل في دولة منتجة للنفط والغاز، حيث يعاني الناس من ارتفاع الأسعار، وتآكل القدرة الشرائية، ونقص المواد الغذائية الأساسية.و ردت الطغمة العسكرية الجزائرية، التي تلاحقها عودة حركة الحراك التي أطاحت بنظام بوتفليقة، بنشر المزيد من قوات الأمن في المدن الكبرى، مع اعتقالات تعسفية جماعية وقمع للمناضلين المؤيدين للديمقراطية.
و يوم الجمعة، كانت الجزائر تحت حالة استنفار. حاصرت قوات مكافحة الشغب من الشرطة والدرك والجيش عدة أحياء في الجزائر العاصمة، حيث هاجمت المتظاهرين السلميين بوحشية بالهراوات.و اختار النظام الجزائري القمع والترهيب واستخدام القوة المفرطة. لكن التاريخ يُظهر أن قمع الديكتاتورية العسكرية لا ينجح في ردع الناس عن المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ولن يؤدي ذلك إلا إلى توليد المزيد من المقاومة السياسية وتسريع عملية تغيير النظام التي تعطلت بسبب عمليات الإغلاق التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

اترك تعليقاً