ضابطة استخبارات أمريكية تكشف محاولة اغتيال فاشلة استهدفت زعيم طالبان
صورة - م.ع.ن
كشفت ضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن محاولة اغتيال فاشلة استهدفت زعيم حركة طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده، في حادثة وصفت بأنها الأخطر منذ عودة الحركة إلى السلطة.
وبحسب ما نقلته وكالة "ديد" الأفغانية، الأربعاء، فإن سارا آدامز، الموظفة السابقة في الـCIA، أكدت أن الهجوم وقع في 10 نونبر الجاري داخل مدرسة مركزية بمدينة قندهار، تعد إحدى أبرز المؤسسات الدينية والإدارية التابعة لطالبان في جنوب البلاد.
وأوضحت آدامز أن محاولة الاغتيال شكلت "أخطر تهديد داخلي" للملا هبة الله منذ سيطرة الحركة على الحكم عقب سقوط النظام الجمهوري في غشت 2021. وكشف تقرير الوكالة أن منفذ الهجوم يدعى حافظ صديق الله، وهو نجل مولوي عبد النبي وينحدر من منطقة موسى قلعة بمحافظة هلمند.
وكان صديق الله يخدم سابقا في لواء 215 عزم التابع لوزارة الدفاع في حكومة طالبان، قبل أن ينقل عام 2024 إلى المدرسة التي وقعت فيها الحادثة، ما أتاح له الاقتراب من زعيم الحركة.
وحسب المعطيات المتداولة، حاول المهاجم مباغتة الملا هبة الله بسلاح أبيض، غير أن الهجوم أدى فقط إلى إصابة طفيفة في يد الزعيم قبل أن تتدخل وحدة الحماية الخاصة وتلقي القبض عليه بسرعة. ويخضع منفذ الهجوم حالياً للتحقيق في محيط قندهار.
ونفت آدامز وجود أي خيوط تربط المهاجم بحركة طالبان باكستان أو بأي جهاز استخبارات أجنبي، مؤكدة أنه لم يكن ضمن الطاقم الأمني المكلّف بحماية أخوند زاده. وأشارت إلى أن خلفيات الحادثة تبدو داخلية بالكامل، وترتبط على الأرجح بتصاعد التوتر بين جناح قندهار بقيادة زعيم الحركة والجناح المرتبط بشبكة حقاني في كابول.
واعتبرت الضابطة الأمريكية السابقة أن ما جرى يعكس "شرخا داخليا عميقا" داخل هياكل الحكم في طالبان، وأنها أول محاولة اغتيال ذات طابع سياسي نابع من داخل صفوف الحركة، بما يشير إلى تراجع الثقة بين مراكز النفوذ داخلها.
ولم تصدر طالبان حتى الآن أي تعليق رسمي حول الواقعة، سواء عبر قادتها أو عبر وسائل الإعلام التابعة لها، في وقت تواصل فيه الحركة إحكام سيطرتها على أفغانستان منذ انسحاب القوات الأمريكية والدولية في صيف 2021.