رفض الإكوادوريين للقاعدة الأمريكية يتحوّل إلى استفتاء على أداء الرئيس نوبوا في ملف الأمن
صورة - م.ع.ن
كشف تقرير حديث أن المعارضة الشعبية الواسعة لفكرة استضافة قاعدة عسكرية أمريكية في الإكوادور شكلت نقطة تحول في المشهد السياسي الداخلي، بعدما تحول الاستفتاء حولها إلى ما يشبه تصويتا مباشرا على الأداء الأمني للرئيس دانيال نوبوا، الذي جعل من هذا الملف محورا رئيسيا لولايته.
ووفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن شريحة كبيرة من الناخبين، ممن كانوا مستعدين سابقا لمنح الحكومة تفويضا واسعا لمواجهة تمدد العصابات الإجرامية، اختاروا هذه المرة التعبير عن استيائهم من غياب النتائج على أرض الواقع. وربط هؤلاء بين تفاقم الفوضى الأمنية وبين محاولة السلطة نقل مسؤولية المواجهة إلى تعاون عسكري خارجي بدلا من معالجة جذور الأزمة في الداخل.
وتأتي هذه التطورات في ظل موجة عنف غير مسبوقة تجتاح البلاد، وصلت بحسب خبراء إلى مستويات خطيرة ومسيّسة في الوقت نفسه. ورغم أن نوبوا سعى إلى تقديم اتفاقه الأمني مع واشنطن باعتباره خطوة لتعزيز القدرات الاستخباراتية والعملياتية للإكوادور، فإن الناخبين رأوا فيه مؤشرا على عجز الحكومة عن فرض السيطرة دون الاستناد إلى دعم خارجي.
وتبرز نتائج الاستفتاء، وفق التحليلات، تراجع الثقة الشعبية في خطاب السلطة الذي يربط بين زيادة التعاون العسكري وبين استعادة الشوارع من قبضة الجريمة المنظمة. فالمواطنون الذين يواجهون يوميا آثار الانفلات الأمني أصبحوا أقل ميلا لمنح الحكومة تفويضا مفتوحا، وأظهروا رغبة واضحة في محاسبتها على ما تحقق من إنجازات، لا على الوعود والاستراتيجيات النظرية.
ويرى مراقبون أن الرسالة التي خرجت بها صناديق الاقتراع لم تكن موجّهة ضد الولايات المتحدة بقدر ما كانت إدانة مباشرة لإدارة نوبوا، التي يعتبرها جزء واسع من المجتمع عاجزة عن بلورة رؤية أمنية متماسكة، أو الإقدام على خطوات ملموسة تبرر الدخول في ترتيبات عسكرية بالغة الحساسية مع الحليف الأمريكي.