سبيس إكس تطلق صاروخ ستارشيب في رحلة تجريبية طموحة تحاكي الوصول إلى المريخ

أطلقت شركة "سبيس إكس" الأمريكية صاروخها العملاق "ستارشيب" في تجربة جديدة مساء يوم الاثنين، مستأنفة بذلك برنامج الرحلات التجريبية لأقوى صاروخ تم تطويره حتى الآن. وجرت عملية الإطلاق في مشهد مبهر مع غروب الشمس من أقصى جنوب ولاية تكساس، حيث انطلق الصاروخ بقوة هائلة إلى السماء في محاولة لمحاكاة سيناريوهات إطلاق أقمار صناعية مستقبلية وقطع نصف المسافة حول الأرض.
في هذه الرحلة، لم تكن هناك أي خطط لاستعادة أجزاء الصاروخ، إذ كان الهدف أن ينفصل المعزز، وهو المرحلة الأولى من الصاروخ، ويسقط في مياه خليج المكسيك، بينما تواصل المركبة الفضائية طريقها في الفضاء لتنفذ مجموعة من الاختبارات، قبل أن تنهي مهمتها بالهبوط في المحيط الهندي. وتحمل التجربة طابعا استراتيجيا، سواء لشركة "سبيس إكس" أو لوكالة "ناسا"، إذ تعتبر الأخيرة أن "ستارشيب" عنصر أساسي في تنفيذ مهمة إعادة البشر إلى سطح القمر ضمن برنامج "أرتميس"، في ظل التخطيط لاستخدامه لنقل رواد الفضاء من مدار القمر إلى سطحه ثم إعادتهم.
إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، اختار هذه المرة أن يشاهد عملية الإطلاق من الخارج، بعيدا عن غرفة التحكم، معتبرا أن التجربة ستكون أكثر "واقعية" من هذه الزاوية. ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه "سبيس إكس" لتجاوز سلسلة من الإخفاقات التي طبعت تجاربها السابقة، حيث سجلت الرحلة الأخيرة قبل أشهر نجاحا نسبيا رغم فشل عدد من المهام السابقة في مراحل مختلفة من الإطلاق.
تضمنت الرحلة الحالية تجارب إضافية أكثر تعقيدا، خاصة للمركبة الفضائية التي تم إخضاعها لمناورات مكثفة أثناء دخولها الغلاف الجوي فوق المحيط الهندي، في إطار التحضير لهبوط مستقبلي دقيق قد يتم في موقع الإطلاق نفسه في تكساس. وتكررت في هذه الرحلة فكرة حمل أقمار صناعية وهمية تحاكي أقمار "ستارلينك"، حيث وضعت على متن المركبة ثمانية نماذج تجريبية لتطوير نظام الاتصالات الفضائية الخاص بالشركة.
ورغم أن هدف "سبيس إكس" البعيد يتمثل في الوصول إلى المريخ ونقل البشر إليه باستخدام "ستارشيب"، فإن التركيز الحالي ينصب على إثبات الجدارة التقنية للصاروخ، وإقناع وكالة "ناسا" والجهات المعنية بإمكانية الاعتماد عليه في مهام مستقبلية دقيقة، بما فيها المهام القمرية التي ينتظر تنفيذها نهاية هذا العقد.