تارودانت تحتفي بتراث تاسكوين في مهرجان وطني يعزز استمرارية الرقصة الأمازيغية

تستعد مدينة تارودانت لاحتضان النسخة الخامسة من مهرجان تاسكوين، خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 18 أكتوبر الجاري، تحت شعار "تاسكوين ورهان ضمان الاستمرارية"، في تظاهرة ثقافية تراثية تروم تسليط الضوء على واحدة من أعرق التعبيرات الفنية الأمازيغية بالمغرب.
ويسعى المهرجان، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، بشراكة مع عمالة إقليم تارودانت والمجلسين الإقليمي والجماعي، إلى تعزيز مكانة رقصة تاسكوين ضمن المشهد الثقافي الوطني، والتأكيد على أهمية حفظها وصونها من الاندثار، خاصة بعد أن اعترفت بها منظمة اليونسكو كتراث ثقافي إنساني غير مادي يحتاج إلى حماية ورعاية مستمرتين.
ويشهد هذا الموعد الثقافي مشاركة واسعة لكافة الفرق الفنية الممارسة لرقصة تاسكوين، حيث ستحضر 25 فرقة تمثل مختلف المناطق التي ما زالت تحافظ على هذا الفن الشعبي الأصيل. كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات تكوينية لفائدة ممثلي هذه الفرق، بإشراف أطر من مديرية التراث الثقافي، وتهدف هذه الورش إلى تأهيل المشاركين وتمكينهم من الآليات الكفيلة بالحفاظ على الأصالة الفنية للرقصة وتجنب أي تحريف قد يمس جوهرها التقليدي.
وتماشيا مع روح الوفاء والاعتراف، خصصت دورة هذا العام لحظات تكريمية لعدد من رموز رقصة تاسكوين، الذين ساهموا على مدى عقود في الحفاظ على هذا الموروث اللامادي، وكان لهم الفضل في نقل هذه التعبيرات الإبداعية من جيل إلى آخر، عبر الأداء الميداني والتكوين والتأطير داخل مجتمعاتهم المحلية.
ويمثل مهرجان تاسكوين مناسبة سنوية لإحياء التراث الأمازيغي في أبعاده الفنية والرمزية، ويشكل منصة لإعادة الاعتبار لهذا الفن الذي يعكس غنى وتنوع الهوية الثقافية المغربية، ويجسد في الوقت ذاته تحديا جماعيا لضمان استمراريته في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم المعاصر.