خبيران ينذران اقتصاد جنوب إفريقيا

حذر خبيران اقتصاديان من أن جنوب إفريقيا قد تتعرض ل "كارثة اقتصادية جديدة" كبرى في حال تم فصلها عن النظام المالي العالمي للمدفوعات "سويفت".
وأوضح كبير الاقتصاديين في شركة "ألوما كابيتال"، فريدريك ميتشل، في حوار لصحيفة "بزنس تك " اليوم الثلاثاء، أن " فقدان إمكانية الولوج إلى نظام سويفت يشكل "تهديدا عميقا للاقتصاد الجنوب إفريقي، مع تداعيات قد تقوض استقرارنا الوطني وآفاق نمونا المستقبلي".
وأضاف أن قدرة البلاد على إجراء المعاملات العابرة للحدود ستتقلص بشكل حاد، مما سيؤدي إلى عزلة اقتصادية وزيادة في تقلبات قيمة العملة المحلية (الراند)، مشيرا إلى أن البنوك والشركات الجنوب إفريقية ستواجه تأخيرات طويلة في إرسال واستقبال المدفوعات.
وأبرز أن "راندا ضعيفا '' سيجعل الواردات أكثر تكلفة، مما سيفاقم نسبة التضخم ويزيد من الضغط على المستهلكين الذين يواجهون أصلا كلفة معيشية مرتفعة".
وحذر الخبير ذاته، من أن الخطر يتمثل في انزلاق البلاد نحو الركود التضخمي، مؤكدا أن حالة عدم اليقين التي ستنجم عن ذلك ستثبط الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يظل ضروريا لتطوير البنية التحتية وإحداث فرص الشغل.
وشدد على أن جنوب إفريقيا مطالبة بالتحرك العاجل لحماية نظامها المالي من الصدمات والعقوبات الخارجية، "من خلال اعتماد دبلوماسية استباقية والتفاوض بحسن نية مع الدول الغربية، بالتوازي مع تطبيق سياسات اقتصادية استراتيجية".
من جانبه، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة فيوتشر فوريكس، هاري شيرزر، أن استبعاد جنوب إفريقيا من نظام "سويفت" سيكون كارثيا، "لكن هذا السيناريو غير وشيك."
وقال: "في الواقع، ما يجري هو أن الولايات المتحدة تبحث معاقبة بعض السياسيين في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذين لم يحظوا برضاها، وليس الدولة برمتها".
وتعرضت الصادرات الجنوب إفريقية نحو الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 30 في المئة، وهي الأعلى في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
وتعيش جنوب إفريقيا حاليا وضعية مثقلة بالشكوك، تتأرجح بين إغلاق الشركات، وارتفاع معدلات البطالة، وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، في ظل نمو اقتصادي ضعيف.
وأعلنت شركات كل من "فورد" و"غلينكور" و"أرسيلور ميتال"، الأسبوع الماضي، عن نيتها إلغاء آلاف الوظائف، في بلد يعاني بالفعل من معدل بطالة يصل إلى 33 في المائة، فيما يرتفع المعدل إلى 45 في المائة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، والذين يعتمد كثير منهم على أعمال صغيرة بالكاد تكفيهم لسد احتياجاتهم اليومية.
ووفق أحدث البيانات الصادرة عن هيئة إحصائيات جنوب إفريقيا، أغلقت 155 مقاولة أبوابها في يوليوز الماضي، ليصل مجموع الشركات المغلقة، منذ بداية العام، إلى 908.
