انسحاب مقاتلي حزب العمال من تركيا بإيعاز من أوجلان خطوة تمهّد لعودة مسار السلام مع أنقرة
صورة - م.ع.ن
كشفت مصادر مقرب من حزب العمال الكردستاني (PKK) أن قرار انسحاب مقاتلي الحزب من الأراضي التركية إلى شمال العراق جاء بتوجيه مباشر من الزعيم عبدالله أوجلان، في خطوة ترمي إلى خفض التوتر الميداني وتهيئة الأجواء لإحياء مسار السلام المتوقف منذ سنوات بين الحزب وأنقرة.
و قد أعلن الحزب عن سحب ما تبقى من مقاتليه من تركيا ونقلهم إلى جبال قنديل داخل إقليم كردستان العراق، مؤكدا أن القرار يعكس «جدية الحزب في الالتزام بخيار السلام وتنفيذ تعليمات أوجلان»، مشددا على أن الخطوة المقبلة «تتوقف على مدى تجاوب أنقرة مع هذا التوجه.
وقد نفذت القوات التركية خلال الأيام الماضية عمليات تمشيط ميدانية في مناطق هاكاري وجوليمرك، ما دفع مقاتلي الحزب إلى الانسحاب تجنبا لأي اشتباكات مباشرة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة «تحرج الدولة التركية وتمنحها فرصة جديدة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن البرلمان التركي يعتزم تشكيل لجنة خاصة ستزور عبدالله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي خلال الفترة المقبلة. اللجنة، وفقا للمصدر، ستضم ممثلين عن أحزاب متعددة، وليس فقط الحزب المؤيد للأكراد، ويفترض أن تعنى بملفات تعديل الدستور والعفو العام وتبييض السجون ودمج المقاتلين في مؤسسات الدولة.
وأشار إلى أن هذه التطورات «تأتي في إطار تفاهم غير معلن يتضمن خطوات متبادلة»، موضحا أن الاتفاق المرتقب يسير ضمن جدول زمني محدد لكنه معقد نظرا إلى الطبيعة المتعددة الأبعاد لحزب العمال الكردستاني، الذي يمتلك هياكل سياسية وعسكرية وإعلامية واقتصادية متداخلة.
وقد تدرك أنقرة اليوم أن إنهاء حزب العمال الكردستاني بالقوة لم يعد خيارا واقعيا، خاصة في ظل التحولات الإقليمية التي شملت الأكراد في تركيا وسوريا والعراق وإيران، معتبرا أن الحل الوحيد يكمن في إحياء عملية السلام على أسس جديدة تضمن الاعتراف بالحقوق القومية ضمن إطار الدولة التركية.