الندوة الدولية حول التعليم في نسختها ال 6 بالبيضاء تدعو لتحول عميق في النماذج التربوية

دعا المشاركون في النسخة السادسة عشر من الندوة الدولية حول التعليم، المنظمة من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق - جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أمس الثلاثاء، إلى إحداث تحول عميق في النماذج التربوية، في ظل التحولات التي يمر بها العالم في مختلف المجالات.
وأكد المتدخلون، في افتتاح هذا الحدث المنظم على مدى يومين في موضوع "تحويل التعليم من أجل مستقبل مستدام: ابتكار وإنصاف وصمود"، أن توالي الأزمات الصحية والبيئية والاجتماعية سلط الضوء على حدود المقاربات الكلاسيكية للتعليم، داعين إلى بناء نماذج أكثر شمولا وابتكارا وصمودا، قادرة على تلبية احتياجات عالم يمر من تحول دائم.
وفي هذا الصدد، يظل اندماج التكنولوجيات الرقمية، والإنصاف في الولوج إلى المعرفة، والتكوين المستمر للمعلمين، وبروز مقاربات تربوية تركز على المتعلم، أدوات أساسية لهذا التغيير.
وفي معرض إشارتهم إلى السياق الذي يتسم بتسارع وتيرة التحولات الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، أكد المشاركون على أهمية تعزيز تعاون دولي والتزام جماعي لفائدة تعليم مستدام وشامل.
وفي كلمة بهذه المناسبة، سلط عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق، عبد الإله بركسى، الضوء على العديد من المبادرات الهيكلية التي أطلقتها الكلية، من بينها إحداث مختبر العلوم الإنسانية، الذي يهدف إلى أن يصبح فضاء حقيقيا للتبادل والتفكير متعدد التخصصات الذي يجمع بين المعلمين والباحثين وطلبة الدكتوراه حول القضايا المعاصرة في مجال التربية والعلوم الإنسانية.
كما ذكر بإطلاق طلب مشاريع لمراكز البحث والابتكار الموضوعاتية، مؤخرا، في إطار المخطط الوطني لدعم البحث والتطوير والابتكار (PNARDI 2025-2028)، مشيرا إلى أن هذا البرنامج الاستراتيجي الذي تم تطويره بشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يطمح إلى هيكلة البحث الجامعي حول المواضيع ذات الأولوية، في ارتباط مباشر مع متطلبات التنمية المستدامة وديناميات الابتكار الوطنية والإقليمية.
وفي هذا الصدد، فإن مراكز البحث والابتكار الموضوعاتية مدعوة إلى أن تصبح أقطابا للتقارب بين البحث الأكاديمي والرهانات الاجتماعية والاقتصادية، مع التشجيع على بروز حلول مبتكرة للتحديات التربوية والثقافية والمجتمعية.
من جهته، أكد رئيس شعبة علم النفس بالكلية، ومدير مختبر البحث في العلوم المعرفية والإنسانية، عبد القادر أزداد، في تصريح صحفي، أن "الأسس المعرفية التي اعتبرناها، حتى الآن، راسخة أضحت، اليوم، موضع تساؤل، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إعادة التفكير العميق في نماذج تربوية وعلمية".
وأشار السيد أزداد إلى أن هذه المراجعة المعرفية ضرورية لفهم الديناميات الجديدة للتعلم في بيئة تعطلت بسبب الذكاء الاصطناعي والاتصال المستمر وتجزئة الانتباه.
وأكد أن هذه النسخة السادسة عشر ستشكل إطارا لتحديد البلد المستضيف للدورة السابعة عشر، المقرر عقدها السنة المقبلة، مشيرا إلى أن التوصيات المنبثقة عن أشغال هذه النسخة "ستترجم إلى إجراءات ملموسة داخل المؤسسات الجامعية لفهم التحولات التي فرضتها الرقمنة والتأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل".
ويجمع هذا الملتقى الدولي ثلة من الباحثين والخبراء والأساتذة وصناع القرار من آفاق مختلفة، بهدف تأطير ورشات عمل وجلسات نقاش حول مواضيع مختلفة مثل "الابتكار والثقافة والتكنولوجيا في التربية والتنمية البشرية"، و"الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي: الابتكار في التدريس والتعلم والإنصاف"، و"السياسة والممارسة الرقمية في التعليم".