نوستالجيا عاطفة الأمس تعيد إحياء اللحظات البارزة من تاريخ المغرب في فاس

افتتحت، مساء أمس الأربعاء بساحة باب الماكينة، مرحلة فاس من البرنامج الثقافي "نوستالجيا عاطفة الأمس"، بحضور وجوه من عالم الثقافة والفن.
وتنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي افتتحت بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل ووالي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس بالنيابة عبد الغني صبار، ورئيس مجلس جهة فاس – وتقترح انغماسا في الذاكرة المغربية من خلال عروض فنية وارتداء أزياء تنكرية، ومشاهد الحياة في قلب السوق التقليدي، وأجواء مفعمة بتقاليد الأجداد.
وبعد النجاح
الذي حققته في عدد من مدن المملكة، تحط تظاهرة "نوستالجيا عاطفة الأمس"،
التي تستمر إلى غاية 15 يونيو الجاري تحت شعار "عاطفة الأمس، فاس بوابة
السماء" الرحال بمدينة فاس، لتعيد إحياء الذاكرة الجماعية ومنح الجمهور تجربة
فريدة تمزج بين المسرح والموسيقى والأزياء والتقاليد الحية داخل فضاء رمزي للتراث
الوطني.
وعلى مدار الأمسية، كان الجمهور الحاضر على موعد مع مجموعة من اللوحات الفنية
المتتالية التي زادها بهاء إبداع وحماس الفنانين. وكان من بين أهم ما ميز هذه
الأمسية الانغماس في أجواء السوق التقليدي، حيث احتفى الجمهور بأزيائه والحرفيون
والتجار بالطقوس العريقة مما ساهم في إعطاء ساحة باب الماكينة التاريخية نفحة
أصيلة.
ومن بين اللحظات القوية لهذه الأمسية تمثيل عملية تقديم القبائل الولاء لمولاي
إدريس الأول، الذي سافر بالجمهور المنحدر من المدينة في أجواء استثنائية وحية
لتأسيس مدينة فاس.
وتميزت الأمسية بإعادة تمثيل عرض مسرحي يستعيد أحداثا رئيسية في تاريخ المملكة،
بما في ذلك معركة رائعة بالسيوف تجمع بين السعديين والعثمانيين، انتهت بانتصار
الجانب المغربي في جو استثنائي، تفاعل معه الجمهور الحاضر.
وأفاد الوزير بأن مبادرة "نوستالجيا" التي أطلقت في عام 2022، تهدف إلى
إبراز المآثر التاريخية المغربية وتثمين التراث من خلال مقاربة جديدة ترتبط بشكل
وثيق بالإنتاج الثقافي والتاريخ الوطني.
وأنه بعد النجاح الذي حققته في طنجة وشفشاون والرباط والدار البيضاء ومراكش
وأكادير والعيون، تحط هذه التظاهرة الرحال بفاس، من أجل إحياء المآثر التاريخية
للمدينة وإتاحة الفرصة لفناني المنطقة لإبراز هذا التراث الغني.
كما أثنى الوزير على دور مجلس جهة فاس-مكناس، الشريك الرئيسي لهذه النسخة، مسجلا
أنه سيتم إرساء شراكة مستدامة من أجل ضمان استمرارية مثل هذه المبادرات بالجهة.
من جهته، وصف مخرج العروض أمين ناسور، مبادرة "نوستالجيا" بأنها من بين
المشاريع الرائدة للوزارة.وأن "العروض تبرز المآثر التاريخية للمدينة وتستعيد
تاريخ فاس بأكمله، بدءا من السلالة الإدريسية إلى الحقبة العلوية، وذلك بفضل تعبئة
أكثر من 300 فنان وتقني مدفوعين بشغف بالتراث الوطني".