المغرب نموذج للحوار بين الأديان واحترام الأقليات


المغرب نموذج للحوار بين الأديان واحترام الأقليات صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

             أكدت سفيرة المملكة لدى الكرسي الرسولي، رجاء ناجي، أن المغرب، الغني بتاريخ متعدد وهوية يغذيها إرث ثقافي متعدد الروافد، يجسد نموذجا فريدا للحوار بين الأديان واحترام الأقليات.

 

وفي كلمة لها خلال أشغال المؤتمر الحبري المريمي الدولي في دورته26، الذي تمحور حول مكانة مريم في الإيمان والثقافة والحوار بين الشعوب والأديان، قالت أن "غنى الهوية المغربية، الذي تغذيه روافد ثقافية وروحية متعددة، يجعل من المغرب نموذجا للحوار بين الأديان واحترام الأقليات".

 

وأضافت أن مريم تجسد شخصية كونية للإيمان والشجاعة، تكر م من قبل المسلمين كما المسيحيين على حد سواء، مشيرة إلى أن هذه الكونية "تحمل دلالة خاصة في التقاليد الروحية والثقافية لبلدي، المغرب، الغني بتاريخه التعددي والمنفتح، الذي يجسد نموذجا مثاليا للتعايش بين مختلف الأديان".

وأشارت إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، لا يسهر فقط على صون واحترام الدين الإسلامي فحسب، بل أيضا على حماية الديانات الأخرى المعترف بها، ولاسيما اليهودية والمسيحية.

وبالمثل، يؤكد دستور المملكة المغربية لسنة 2011 بوضوح تشبث المملكة بقيم التسامح والتعايش، تتابع السيدة ناجي، مشيرة إلى أنه، في الوقت الذي يكرس فيه الإسلام كدين للدولة، فإنه يضمن للجميع حرية ممارسة الشعائر الدينية.

وذكرت بأن جلالة الملك أكد أيضا على أن الديانات الإبراهيمية مدعوة إلى الانفتاح على أخوة تتجاوز الاختلافات، وتقوم على العدالة والاحترام المتبادل والسلام، مشيرة إلى أن هذه الرؤية تندرج في إطار الإرث الحي للمغرب، هذا البلد الذي شكله تاريخ من الضيافة والتسامح، حيث تتعايش الشعوب والأديان في روح من الوئام.

 

وأكدت السيدة ناجي أن هذا التعايش يتجلى أيضا في التراث المادي والروحي للمملكة، مستشهدة في هذا الصدد، بكاتدرائية نوتردام دي لاسومبسيون بطنجة وكاتدرائية القديس بطرس في الرباط.

كما أشارت، في هذا السياق، إلى وجود 80 ألف مسيحي حاليا في المغرب، الذي يضمن حرية المعتقد دون أي اضطهاد، مما يوفر مناخا ملائما للحوار.

 

وأن هذا التقليد من الحوار قد ترجم دبلوماسيا إلى علاقة نموذجية بين المغرب والكرسي الرسولي، موضحة أن تفاهما عريقا بين ملوك المغرب والكنيسة قد أ رسي رسميا سنة 1976، وهو العام الذي تم فيه التأسيس الرسمي للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.

ولفتت إلى أن المغرب، في ظل حبرية قداسة البابا ليون الرابع عشر، يعرب عن استعداده التام لمواصلة وتعميق ديناميكية الحوار والأخوة والتعاون هذه، مشيرة إلى أن التقليد المغربي في الانفتاح، الذي يدعمه جلالة الملك، يجد له وقعا خاصا في التوجهات الأولى للبابا، الذي يضع احترام التنوع الديني وبناء السلام في صميم رسالته الرعوية والعالمية.

 

وجمعت الدورة 26 للمؤتمر الحبري المريمي الدولي، الذي نظمته الأكاديمية الحبرية المريمية العالمية من 3 إلى 6 شتنبر في أنطونيانوم بروما، أكثر من 600 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وقادة دينيون وسفراء ودبلوماسيون.

اترك تعليقاً