الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن بالحسيمة تعزز ارتباط الناشئة والجالية بكتاب الله والوطن
صورة - تعبيرية
تتواصل بمدينة الحسيمة فعاليات الدورة الصيفية السادسة عشرة لتحفيظ القرآن الكريم، التي انطلقت مطلع يوليوز الجاري، لفائدة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج والأطفال المتمدرسين بمراكز التحفيظ في المجالين الحضري والقروي، في مبادرة دينية وتربوية تتواصل إلى غاية 15 غشت المقبل
وينظم هذه الدورة المجلس العلمي المحلي للحسيمة بشراكة مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، في إطار ترسيخ العناية بالقرآن الكريم وتعزيز صلة الأجيال الصاعدة بكتاب الله وتربيتهم على القيم الدينية والوطنية السمحة، خاصة لدى أبناء الجالية المغربية، بما يعمق انتماءهم لهويتهم الإسلامية ووطنهم الأم
تسود أجواء التحفيظ روح التشجيع والتحبيب، من خلال اتباع طرق تقليدية مغربية أصيلة، تعتمد الحفظ على الألواح وتلقين قواعد التجويد والتلاوة، مصحوبة بدروس الوعظ والتربية، وذلك بأساليب تربوية تهدف إلى غرس محبة القرآن الكريم في نفوس الناشئة وتحفيزهم على التميز
وأوضح محمد أورياغل، رئيس المجلس العلمي المحلي للحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة تشمل 47 مركزا للتحفيظ موزعة على ربوع الإقليم، ويشرف عليها محفظون ومحفظات من ذوي الكفاءة، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين بلغ حتى الآن 1447 طفلا وطفلة، مع توقعات بارتفاع العدد مع حلول شهر غشت وازدياد وفود الجالية
من جهته، أكد بوجمعة بلغالي، إمام وخطيب مسجد محمد السادس ومحفظ بالمركز ذاته، أن المركز يشكل فضاء تربويا متكاملا لتكوين جيل متشبع بثقافته الدينية والوطنية، من خلال تلقين القيم الأخلاقية وتعزيز روح المودة والتسامح، لافتا إلى أن البرنامج السنوي يشهد إقبالا لافتا من أبناء الجالية خاصة خلال العطلة الصيفية
وأشار إلى أن الأطفال المستفيدين من هذه الدورات لا يتلقون فقط تعليما دينيا، بل يستفيدون أيضا من أنشطة ترفيهية هادفة، تخلق لديهم توازنا نفسيا وذكريات جميلة تربطهم بالوطن وهويته
ومن بين المستفيدين، عبرت مريم المجاهد، البالغة من العمر 15 سنة والقادمة من فرنسا، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذه الدورة إلى جانب شقيقيها، مبدية اعتزازها بتعلم قراءة وتجويد القرآن الكريم، والانخراط في جو من الذكر الجماعي والمعرفة الدينية التي تعزز شعورها بالانتماء
وتجسد هذه المبادرة السنوية التزام الحسيمة بالعناية بالناشئة روحا وقلبا، كما تعكس الرؤية الملكية السامية في ترسيخ القيم الإسلامية والتشبث بالهوية الوطنية لدى المغاربة في الداخل والخارج
