الخطاب الجزائري المعادي للمغرب يخفي وراءه إخفاقات محلية مدوية


الخطاب الجزائري المعادي للمغرب يخفي وراءه إخفاقات محلية مدوية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

         في الأشهر الأخيرة، كثفت وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية والذباب الالكتروني الموالي للنظام العسكري خطابهم ضد المغرب، مستخدمين آثار زلزال الأطلس الكبير عام 2023 كأداة سياسية في محاولة فاشلة لتقويض مكانة المملكة الدولية.و تكمن استراتيجية الدعاية الجديدة في مقارنة جهود المغرب لإعادة الإعمار بعد الزلزال باستعداداته المتقدمة لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030. يكشف هذا الخطاب المعادي للمغرب، الذي تبناه قادة النظام العسكري، عن مخاوف الجزائر أكثر مما يكشف عن قدرات المغرب.مؤخرا، بث التلفزيون الجزائري مرارا وتكرارا مقاطع تسخر من قدرة المغرب على الوفاء بالمواعيد النهائية لبناء الملاعب، مشيرا إلى أن البلاد تعطي الأولوية للهيبة العالمية على التعافي المحلي. ومن المفارقات أن هذه الانتقادات تأتي من بلد استغرقت فيه أشغال الملاعب، مثل ملعب نيلسون مانديلا في تيزي وزو، ما يقرب من عقد من الزمان لإكمالها، على الرغم من ثروة الجزائر الهائلة من النفط والغاز. و يتجاهل هؤلاء المسخرون أيضا أن العشرات لقوا حتفهم قبل أيام في كارثة من صنع الإنسان: مياه الصرف الصحي في الجزائر، عندما سقطت حافلة في نهر ملوث.في غضون ذلك، حقق المغرب، الذي يفتقر إلى عائدات النفط والغاز، تقدما ملحوظا في إعادة الإعمار. فقد اكتمل بالفعل أكثر من 96% من جهود إعادة الإعمار، بينما يعزى التأخير في نسبة الـ 4% المتبقية إلى نزاعات قانونية على الميراث، وليس إلى أوجه قصور مالية أو لوجستية.على مستوى الاقتصاد الكلي، سيصبح شعار الجزائر في النفط والغاز قريبا شيئا من الماضي. تحوم احتياطيات المغرب من النقد الأجنبي الآن حول 50 مليار دولار، مقتربة من مستويات الجزائر، على الرغم من تضخم أرقام الناتج المحلي الإجمالي لهذه الأخيرة بسبب صادرات الطاقة.التناقض بين البلدين صارخ. فبينما يصارع المغرب آثار كارثة طبيعية، لا تزال الجزائر تعاني من مآسي من صنع الإنسان.و يخدم هذا اللوم للمغرب غرضا مزدوجا للنظام الجزائري: فهو يصرف الانتباه عن الخلل الداخلي وأزمة شرعية النظام العسكري. كما أنها تحاول شيطنة جار يتفوق عليها اقتصاديا ودبلوماسيا ومؤسسيا بشكل متزايد.لكن الحقائق تتحدث عن نفسها. المغرب يبني ملاعب، ويعيد بناء منازل، ويجذب استثمارات أجنبية. في الوقت نفسه، الجزائر تبني سردياتها.

اترك تعليقاً