اتهامات لبولتون بتسريب معلومات سرية وسط جدل حول استهداف خصوم ترامب

في تصعيد جديد يطال شخصيات بارزة معارضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجهت اتهامات رسمية إلى مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، تتعلق بحيازة ومشاركة معلومات مصنفة "سرية للغاية"، كان قد احتفظ بها في منزله وشاركها مع أفراد من أسرته.
النيابة العامة الأمريكية، في لائحة اتهام من 18 تهمة، أكدت أن بولتون خرق القوانين الأمنية عبر ملاحظات شخصية تشبه اليوميات، تضمنت تفاصيل من اجتماعات حكومية رفيعة وإحاطات استخباراتية، بين عامي 2018 وغشت 2025. بعض هذه المعلومات تضمن خططًا لعمليات سرية، أو تفاصيل عن برامج تجسس أمريكية وخصوم أجانب، بينها خطة إطلاق صاروخ من دولة خصمة.
وبحسب الادعاء، تزامن كشف هذه الوثائق مع اختراقٍ لبريد إلكتروني شخصي لبولتون، يرجح أن جهات مرتبطة بالنظام الإيراني تقف خلفه. ورغم إبلاغ بولتون الـFBI عام 2021 بعملية الاختراق، لم يفصح عن مشاركته لتلك الوثائق عبر البريد نفسه.
ويعد بولتون من أبرز الوجوه الجمهورية في السياسة الخارجية، وسبق أن نشر كتابًا ينتقد ترامب بشدة بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2019. ومع توجيه الاتهامات له، يصبح ثالث شخصية بارزة تلاحق قضائيًا هذا الشهر من معارضي ترامب، بعد جيمس كومي وليتيسيا جيمس، ما يُثير مخاوف من استخدام وزارة العدل لاستهداف الخصوم السياسيين.
وفي بيان تحد صدر الخميس، نفى بولتون الاتهامات، واعتبرها جزءا من "حملة يقودها ترامب لترهيب معارضيه"، متهما وزارة العدل بتسييس القضايا القضائية، رغم أن هذه القضية تحديدا يشرف عليها مدّعون متخصصون في الأمن القومي، وليس المدعي المعين حديثا من قبل ترامب.
الجدير بالذكر أن تفتيش مكتب ومقر بولتون في غشت الماضي شكل بداية علنية للتحقيق، إلا أن مصادر قضائية أكدت أن القضية بدأت قبل تولي ترامب ولايته الرئاسية الثانية في يناير.