لصقة مبتكرة من الستيفيا تفتح آفاقا جديدة لعلاج الصلع الوراثي

في خطوة واعدة على طريق مكافحة تساقط الشعر نجح باحثون من الصين وأستراليا في تطوير تقنية جديدة تحمل الأمل للملايين ممن يعانون من الصلع الوراثي حيث توصل فريق علمي مشترك من جامعة سيدني ومؤسسات صينية إلى ابتكار لصقة جلدية دقيقة قابلة للذوبان تساعد على تحفيز نمو الشعر بفعالية ملحوظة
اللصقة الجديدة لا تعتمد فقط على إطلاق مادة المينوكسيديل المعروفة عالميا كعلاج معتمد لتساقط الشعر بل تستخدم طريقة أكثر تطورا لإيصال هذه المادة إلى بصيلات الشعر من خلال اختراق الجلد بلطف ودون الحاجة إلى إجراءات مؤلمة مثل الوخز بالإبر الدقيقة
المثير للاهتمام أن الباحثين استخدموا مكونا طبيعيا مستخلصا من نبات الستيفيا يعرف باسم الستيفيوسيد وهو عنصر غالبا ما يستخدم كمحل طبيعي في الأغذية لكن في هذا السياق لعب دورا محوريا في تحسين ذوبان الدواء وتعزيز امتصاصه داخل الجلد وصولا إلى جذور الشعر
وقد أظهرت التجارب التي أُجريت على فئران تعاني من الصلع الوراثي نتائج ملفتة إذ ساهمت اللصقة في إعادة إنبات الشعر على ما يقرب من ثلثي المنطقة المصابة خلال 35 يوما بينما لم تتجاوز نسبة التحسن في المجموعة التي استخدمت العلاج التقليدي ربع المنطقة المصابة فقط
هذه النتائج رغم تفاؤل الباحثين بها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات وخاصة التجارب السريرية على البشر نظرا لاختلاف دورة نمو الشعر لدى الإنسان وتعقيداتها كما أشار الدكتور ليفينغ كانغ من جامعة سيدني المشارك في الدراسة إلى أن التجربة تمثل خطوة مشجعة لكنها لا تزال في بداياتها ولا يمكن اعتمادها سريريا قبل التأكد من فعاليتها وسلامتها الكاملة
ورغم أن اللصقة قد لا تكون متاحة في الأسواق في المستقبل القريب إلا أنها تمثل تحولا نوعيا في مسار البحث عن حلول عملية ودائمة لتساقط الشعر ومع استمرار الأبحاث يبدو أن علاج الصلع لم يعد حلما بعيد المنال بل احتمالا علميا قابلا للتحقق في السنوات القادمة