ماكرون تحت العاصفة أنصاره متمسكون بالأمل والاستمرارية رغم الأزمة السياسية

رغم الأجواء السياسية المتوترة التي تعيشها فرنسا لا يزال مؤيدو حركة النهضة متمسكين بثقتهم في الرئيس إيمانويل ماكرون ويؤمنون بقدرته على استعادة الاستقرار وتجاوز الأزمة التي تعصف بالمشهد السياسي في البلاد فبالنسبة لهم يظل ماكرون رمزا للثبات والقيادة المسؤولة حتى في أوقات الارتباك
هذه الثقة لم تتزعزع حتى بعد استقالة رئيس الوزراء سيبستيان لوكورنو بعد 14 ساعة فقط من تشكيل حكومته الأولى مطلع أكتوبر حيث عبّر بعض نشطاء الحزب عن شعورهم بالحيرة إلا أن إعادة تكليف لوكورنو وتجاوزه لاحقا تصويتين لحجب الثقة في البرلمان أعاد إليهم الاطمئنان معتبرين أن ما حدث كان خطوة ضرورية في اتجاه الاستقرار كما تقول المعلمة سوسن كليمان جباري التي ظلت تدعم ماكرون منذ عام ألفين وستة عشر
وعلى الرغم من تحميل المعارضة للرئيس مسؤولية التوترات الأخيرة فإن أنصاره يرون في خصومه من اليسار واليمين المتطرف المسؤولين الحقيقيين عن حالة الفوضى بسبب ممارستهم ضغوطا رقابية مستمرة على الحكومة كما ذكرت صحيفة لوموند
وبعدما أبدت الحكومة استعدادها لتقديم تنازلات منها تعليق إصلاح التقاعد والتخلي عن استخدام المادة 49 ,3من الدستور تعزز لدى أنصاره الإحساس بأن مرحلة جديدة قد بدأت مرحلة تتسم بالهدوء والبحث عن التوافق
في مناطق مختلفة من فرنسا يعبر مؤيدو ماكرون عن تقديرهم لما يمثله من قيم ومسؤولية ففي بلدة شليرباخ الواقعة شرق البلاد يرى برنار جوش أحد مؤسسي الحركة الماكرونية أن الرئيس لا يجب أن يغادر السفينة في خضم العاصفة ويشدد على أن الدعوات المطالبة باستقالته تفتقر إلى المنطق مؤكدا أن فرنسا اعتادت على وجود رئيس قوي في قيادة الجمهورية منذ نشأة النظام الرئاسي الحالي
وفي السياق ذاته يعتبر هشام دهمان وهو مدير للموارد البشرية أن الرئيس ماكرون برهن خلال أزمات مثل جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على أنه قائد متماسك وذو رؤية مطمئنة ويضيف أنه كان من حسن حظ فرنسا وجوده في تلك اللحظات الحاسمة
أما ما يتعلق بإصلاح نظام التقاعد والذي أثار جدلا واسعا خلال السنوات الأخيرة فيرى مؤيدوه أن تعليقه لا يعني التراجع عنه بل يمثل تنازلا عقلانيا يسمح بإعادة فتح الحوار مع القوى اليسارية وتجاوز الأزمة وتعتبر ديبورا وارغون المحامية أن الرئيس لم يلغ المشروع بل أوقفه مؤقتا في حين تؤكد مستشارة المعلومات ليسا أن ماكرون ليس شخصية متصلبة بل يعرف كيف يتكيف مع الواقع ويحافظ على الأهداف الكبرى دون التفريط فيها
وفيما تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية لعام ألفين وسبعة وعشرين يظل الولاء لماكرون قائما بين أنصاره الذين بدأ بعضهم في الوقت ذاته ينظرون إلى الأمين العام لحزب النهضة غابرييل أتال كوجه شاب واعد قادر على حمل المشعل والاستمرار في مشروع ماكرون السياسي بعد نهاية ولايته الثانية