أطباء من المغرب وخارجه يناقشون بمراكش الابتكار الرقمي في مواجهة أمراض الغدد والسكري

انعقد بمدينة مراكش مؤتمر طبي هام جمع أطباء وخبراء من المغرب ودول مغاربية وأوروبية وإفريقية جنوب الصحراء، لمناقشة أحدث التطورات في علاج أمراض الغدد والتغذية وداء السكري، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر المغاربي العشرين لأمراض الغدد والسكري والتغذية والمؤتمر الوطني 48 للجمعية المغربية المختصة.
يشكل هذا الحدث العلمي مناسبة لطرح إشكاليات كبرى تتعلق بانتشار هذه الأمراض المزمنة، وخصوصا داء السكري، في ظل تحولات غذائية وأنماط حياة غير صحية، وأيضا لمناقشة سبل توظيف التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، في تحسين التكفل بالمرضى.
وقد شدد المتدخلون خلال الجلسات العلمية على أن داء السكري لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح تحديا اقتصاديا واجتماعيا وصحيا بامتياز يتطلب مقاربة شمولية واستجابة جماعية موحدة على مستوى المنطقة المغاربية.
وتكمن أهمية هذه الاستجابة في قدرتها على تحويل التحديات الصحية إلى فرص حقيقية للتعاون وتطوير الصحة العمومية، كما أشاروا إلى أن الكشف المبكر والتحسيس يظلان من الركائز الأساسية للوقاية وتقليص مضاعفات السكري وتخفيف آثاره الاجتماعية والاقتصادية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز فؤاد الرقيوق، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، أهمية الذكاء الاصطناعي في مواكبة المرضى المصابين بالسكري، خصوصا في تتبع نسبة السكر في الدم، وتفادي نوبات الهبوط أو الارتفاع الحاد، ورصد المضاعفات المحتملة في مراحلها المبكرة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يعوض الطبيب، لكنه يشكل أداة مساعدة فعالة لتحسين الرعاية الصحية وتسهيل المراقبة الذاتية لدى المرضى.
وأشار الرقيوق أيضا إلى أن المؤتمر يتناول موضوع التردد الحراري كوسيلة لعلاج عقيدات الغدة الدرقية، حيث تسمح هذه التقنية بالتدخل في حالات العقيدات الحميدة دون اللجوء إلى الجراحة، مما يمكن من الحفاظ على وظائف الغدة ويجنب المريض تناول الأدوية مدى الحياة وتفادي مضاعفات ما بعد الجراحة.
ويعرف هذا الحدث مشاركة أكثر من ثلاثمائة وخمسين طبيبا مختصا، ويطرح ضمن برنامجه العلمي مجموعة من المواضيع الهامة، من بينها مساهمة الذكاء الاصطناعي في تشخيص اعتلال الشبكية السكري، والتعامل مع السمنة، والتأثير الإيجابي للمعلومات المقدمة من طرف المرضى على العلاج، إلى جانب أهمية المواكبة والتنظيم في تدبير داء السكري.
يشكل هذا المؤتمر الطبي فضاء لتبادل الخبرات والرؤى، ولبنة جديدة في بناء تعاون مغاربي مشترك لمواجهة زحف أمراض العصر، عبر تسخير التكنولوجيا الحديثة وتحقيق التكامل بين التوعية الطبية والمقاربات العلمية الحديثة.