كينيا تودع رمز النضال الديمقراطي رايلا أودينغا في جنازة وطنية


كينيا تودع رمز النضال الديمقراطي رايلا أودينغا  في جنازة وطنية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        شارك رؤساء دول أفارقة وممثلوهم إلى جانب آلاف المواطنين الكينيين، يوم الجمعة، في مراسم الجنازة الوطنية للسياسي البارز ورئيس الوزراء الأسبق رايلا أودينغا، الذي وافته المنية هذا الأسبوع في الهند عن عمر ناهز 80 عاما.

 

منذ الإعلان عن وفاته يوم الأربعاء، توافد المواطنون الكينيون بأعداد كبيرة لتوديع هذا الزعيم الذي كان له تأثير عميق على الحياة السياسية في البلاد، حيث يعد أحد أبرز رموز التحول الديمقراطي في كينيا.

 

وشهدت الجنازة التي أقيمت في أحد الملاعب الكبرى تشديدا أمنيا، وذلك بعد أن شهدت فعالية سابقة يوم الخميس وفاة ثلاثة أشخاص نتيجة التدافع خلال تجمع شعبي آخر لتأبينه. وأسفر تدخل الشرطة لتفريق الحشود عن وقوع إصابات لعشرة أشخاص على الأقل، بعد إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتأمين المكان.

 

وكان جثمان أودينغا قد عرض في مبنى البرلمان صباح الجمعة، في إجراء يعد تكريما رسميا لا يمنح إلا للرؤساء الحاليين والسابقين في كينيا، تكريما لمسيرته الطويلة كنائب في البرلمان امتدت لـ15 عاما.

 

وفي كلمة له خلال مراسم التأبين، قال الرئيس الكيني ويليام روتو:

"في كل جيل، يظهر زعيم يتجاوز تأثيره حدود الزمن، يلهم التغيير ويشكل مسار الأمة. أخي رايلا أومولو أودينغا كان أحد هؤلاء القادة."

 

ورغم الخلافات السياسية التي ميزت علاقتهما، حيث ترشح أودينغا للرئاسة خمس مرات على مدار ثلاثة عقود دون أن ينجح في الوصول إلى المنصب، إلا أن دوره في النضال من أجل التعددية السياسية جعله شخصية محورية في تاريخ كينيا الحديث.

 وكان روتو نفسه قد دعم أودينغا في انتخابات عام 2007 التي شابتها أعمال عنف، قبل أن يتحولا لاحقا إلى خصمين في الانتخابات التالية، بما في ذلك انتخابات عام 2022.

 

لكن في خطوة نحو المصالحة، توصل الطرفان هذا العام إلى اتفاق سياسي أنهى موجة احتجاجات معارضة، وأدى إلى مشاركة أعضاء من حزب المعارضة في الحكومة من خلال تولي مناصب وزارية.

 

ومن المقرر أن ينقل جثمان أودينغا، يوم السبت، إلى مدينة كيسومو غربي البلاد، بالقرب من مسقط رأسه في منطقة بوندو، حيث سيوارى الثرى يوم الأحد، تنفيذا لوصيته التي طلب فيها أن يدفن بسرعة لا تتجاوز 72 ساعة من وفاته  وهو أمر نادر في التقاليد المتبعة تجاه الشخصيات العامة في كينيا.


اترك تعليقاً