البلوزة تلتقي بإفريقيا في مهرجان وجدة الثقافي تراث مغربي بنفس قاري

شهد مسرح محمد السادس بمدينة وجدة مساء الخميس افتتاح فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان "البلوزة"، والذي تنظمه الجمعية الشرقية للتنمية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
تقام هذه التظاهرة الثقافية، الممتدة على مدى أربعة أيام، تحت شعار "البلوزة وإفريقيا.. نسيج من التاريخ"، في سعي لإبراز الجذور الثقافية المشتركة بين المغرب وعمقه الإفريقي، وتسليط الضوء على "البلوزة" الشرقية كرمز تراثي يجمع بين الأصالة والتجديد في عالم الأزياء.
وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح، وصفت مديرة المهرجان لطيفة منتبه هذه الدورة بالاستثنائية، مؤكدة أنها تنفتح على القارة الإفريقية ضمن رؤية فنية وإنسانية تهدف إلى تعميق الحوار الثقافي، وتحويل المهرجان إلى منصة دولية تجمع مصممين وفنانين من إفريقيا وأوروبا.
وأوضحت منتبه أن المهرجان يتجاوز الجانب الفني ليتحول إلى مشروع اجتماعي يسعى لتمكين النساء والشباب من خلال برامج تكوينية في خياطة "البلوزة"، وهو ما حظي بتقدير دولي ودعم من منظمة اليونسكو والوزارة الوصية، تقديرًا لجهود الجمعية في الحفاظ على التراث المغربي الأصيل.
من جهته، أكد خالد مالكي، المدير الجهوي للصناعة التقليدية بجهة الشرق، أن "البلوزة" تعد من كنوز الصناعة التقليدية التي تمثل الذاكرة الثقافية للمملكة، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت منذ عام 2016 علامة تصديق جماعية لحمايتها، إلى جانب إطلاق برامج تكوين لفائدة الصانعات لضمان استمرارية هذا الإرث للأجيال القادمة.
وشهد حفل الافتتاح عرض شريط وثائقي بعنوان "البلوزة وإفريقيا: نسيج من التاريخ"، إضافة إلى عروض فنية لفرق فلكلورية إفريقية ووصلات موسيقية مغربية، وتكريم عدد من الصانعات التقليديات وشخصيات ساهمت في صون التراث اللامادي.
وفي تصريح له أعرب ماكايلي مصطفى، أحد المشاركين من دولة تشاد، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، معتبرا أن المهرجان يعد منصة لتعزيز التقارب الثقافي الإفريقي وفرصة لإبراز غنى التنوع التراثي في القارة.
ويزخر برنامج المهرجان بعروض فنية وسهرات مفتوحة للجمهور، بالإضافة إلى عروض أزياء تدمج بين "البلوزة" والزي الإفريقي بمشاركة مصممين من بلدان مثل بوركينا فاسو وجزر القمر وغينيا وتشاد والسنغال والنيجر ومالي.
كما يتضمن البرنامج ندوة أكاديمية تناقش شعار الدورة، إلى جانب ورشة "ماستر كلاس" يؤطرها مصمم أزياء فرنسي لفائدة خريجات مشروع "الكنوز الحرفية المغربية"، في خطوة تهدف إلى تبادل المهارات وتطوير قدرات النساء في قطاع الأزياء التقليدية.