المغربي عثمان معما، نجم كأس العالم تحت العشرين عاما يبهر عشاق كرة القدم

يواصل النجم المغربي الصاعد، عثمان معما، البالغ من العمر 20 عاما، إبهار متابعي ومشجعي كرة القدم في كأس العالم للشباب تحت 20 عاما، المقامة حاليا في الشيلي والمستمرة حتى الأحد المقبل.
بفضل أدائه المتميز ومهاراته الفنية الاستثنائية، أثبت الجناح المغربي نفسه كواحد من أبرز اكتشافات هذه البطولة العالمية. هذه الموهبة الشابة ليست مجرد لاعب واعد، بل إنها تشق طريقها بثقة نحو أعلى المستويات.
في مقابلة حصرية مع صحيفة "أفريكا فوت"، قدم عبد الهادي السكتيوي، المدرب السابق لحسنية أكادير وشقيق طارق السكتيوي، المدرب الحالي للمنتخب المغربي الأولمبي، تحليله لرحلة صعود عثمان معما إلى الشهرة، معتبرا إياه "نجم كأس العالم".
وقال عبد الهادي السكتيوي بثقة: "شهدت كأس العالم في الشيلي ميلاد لاعب عظيم، مما حققه عثمان معما لا مبالغة فيه على الإطلاق: إنه شاب حول المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما، الذي كان يُنظر إليه في البداية على أنه فريق غير مرشح، إلى فريق قوي سيخوض نهائيا تاريخيا ضد الأرجنتين.
وأكد المدرب السابق لحسنية أكادير على الصفات الاستثنائية للاعب يمتلك قدرة نادرة على اختراق خطوط الخصم بفضل سرعته ومراوغاته الرائعة، مضيفا أنه أمتع الجمهور بحركاته المذهلة، بما في ذلك الكرات الهوائية البهلوانية الرائعة، مما سمح للمغرب بالوصول إلى هذا النهائي التاريخي.
وما أثار إعجاب عبد الهادي السكتيوي، بشكل خاص هو التناغم المثالي بين أسلوب لعب معما والخيارات التكتيكية للمدرب الوطني محمد وهبي: "اعتمد المغرب في لعبه على الضغط المنظم والتحولات الهجومية السريعة. هذا النمط يطابق تماما صفات الجناح المتفجر الذي يتألق في المساحات والثنائيات".
هذا التكيف التكتيكي لا يُظهر موهبته الفطرية فحسب، بل يُظهر أيضا نضجا تكتيكيا غير عادي للاعب في مثل سنه، يضيف السكتيوي.
وأردف قائلا: "أُعجبتُ بهدوئه وصفاء ذهنه على أرض الملعب. وعكست تصريحاته الواثقة قبل نصف النهائي قوته الذهنية المذهلة".
واستطرد قائلا: "يجمع عثمان معما بين أسلوب الجناح التقليدي ومرونة اللاعب العصري. يمنحه طوله (1.82 متر) أفضلية واضحة في المواجهات الهوائية، وقدرة على حماية الكرة وظهره للمرمى. هذا المزيج النادر من القوة والسرعة والذكاء يجعله لاعبًا مطلوبًا بشدة".
يتحدث السكتيوي أيضا عن مسيرته الاحترافية الصاعدة بسرعة: "بدأ مسيرته في مونبلييه، حيث خطى أولى خطواته كلاعب محترف قبل أن ينضم إلى واتفورد في إنجلترا. واليوم، تُعد كأس العالم للشباب تحت 20 عاما هذه عرضا استثنائيا يُبرز تطوره المتواصل والمدروس".
بالنسبة للمدرب المغربي السابق، لا شك أن عثمان معما يجذب بالفعل اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى: "يتمتع المغرب بنجم لامع. إنه نجم كأس العالم هذه، ولا شك أنه لاعب أساسي في المنتخب الوطني لسنوات قادمة. الجناح القادر على خلق الخطورة في المراحل الانتقالية هو سلاح يسعى إليه جميع المدربين الوطنيين.
واختتم عبد الهادي السكتيوي حديثه قائلا: أنا مقتنع بأنه سيترك الدوري الإنجليزي الممتاز قريبا للانضمام إلى دوري أوروبي كبير في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. هذا الشاب يمتلك كل ما يحتاجه للتألق على أعلى مستوى".
عثمان معما يجسد ببراعة هذا الجيل الجديد من لاعبي كرة القدم المغاربة، سواء كانوا خريجين من أوروبا أو ملتزمين بمنتخبهم الوطني. أداؤه المذهل في الشيلي يؤكد قدرة المغرب على منافسة الدول الكبرى من حيث المواهب الواعدة. مع اقتراب المباراة النهائية ضد الأرجنتين، يترقب المغرب بفارغ الصبر تألق نجمه.