أعضاء مجموعة العشرين يسعون إلى توافق لتخفيف عبء الديون وتحسين تمويل الدول النامية

يعقد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين اجتماعا في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا، من الإثنين إلى الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات العالمية والغموض الاقتصادي.
وتسعى جنوب إفريقيا، التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين هذا العام، إلى ضمان ألا تعرقل الأحداث غير المتوقعة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال دنكان بيترسي، المدير العام للخزينة الوطنية بجنوب إفريقيا: "تُولي رئاستنا أهمية كبرى لتعزيز دور مجموعة العشرين، وتقديم حلول ملموسة، وتعزيز بنية مالية دولية أكثر استقرارا وفعالية ومتانة، وتحسين استدامة الدين، وحل مشكلات السيولة، وتقوية البنوك متعددة الأطراف للتنمية، وضمان تمويل التنمية".
وتدعو الدول الإفريقية إلى إحداث تغيير، حيث لا تزال تكاليف الاقتراض المرتفعة تثني عن الاستثمار وتخنق الإنفاق العمومي في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية.
وفي هذا السياق، قال رشاد قسيم، نائب محافظ البنك الاحتياطي لجنوب إفريقيا: "من الأمور التي نريد تسليط الضوء عليها خلال هذا الاجتماع، أن المسألة لا تتعلق فقط بمعالجة أعراض الدين، بل أيضا أسبابه، وتقديم حلول أعمق مما اقترحه أسلافنا".
وتضغط دول الجنوب أيضا من أجل إجراء إصلاحات عملية لتخفيف العبء المالي الذي تتحمله الدول النامية، من خلال التصدي لنظام مالي يرى الكثيرون أنه يكرّس التفاوتات.
وقال ريدج نكوسي، المدير التنفيذي لمؤسسة "فيرست سورس موني": "إن البنية المالية العالمية الحالية هي أصل أزمة الديون التي نعيشها اليوم، والفقر الذي تعاني منه الدول النامية، ومعظم التحديات الاقتصادية التي تواجه دول الجنوب".
وقد تضع التوترات التجارية والصراعات والخلافات بشأن العمل المناخي وحدة أعضاء المجموعة على المحك خلال هذه المحادثات.
وأشار قسيم إلى أن هناك خلافات محتملة بين الدول بشأن تأثير النزاعات في الشرق الأوسط، وروسيا، وأوكرانيا على الاقتصاد العالمي.
وتأمل جنوب إفريقيا في تحقيق تقدم خلال اجتماع ديربان، خاصة وأن اجتماع مجموعة العشرين المالي السابق في فبراير لم يسفر عن إعلان رسمي يعكس مواقف الأعضاء المشتركة وتوصياتهم السياسية.