مبعوث بريطاني المغرب حقق تقدما اقتصاديا لافتا ويشكل شريكا استراتيجيا للمملكة المتحدة

أكد بن كولمان، المبعوث التجاري للوزير الأول البريطاني إلى المغرب وغرب إفريقيا، أن المغرب حقق "تقدما اقتصاديا ملحوظا" تحت قيادة الملك محمد السادس، ما ساهم في تعزيز موقعه على الساحة الدولية، وفتح آفاق واعدة لتعميق التعاون بين الرباط ولندن.
و بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك على العرش، أشار كولمان إلى انبهاره بوتيرة التنمية التي رصدها خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب رفقة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، مشيداً بالنموذج التنموي والإصلاحات الكبرى التي تقودها المملكة.
وأضاف أن الشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة تعززت مؤخرا بفضل البيان المشترك الذي تم توقيعه خلال تلك الزيارة، والذي وضع خارطة طريق للتعاون في مجالات الصحة، الطاقات المتجددة، النقل، المناخ، والمطارات.
وأشار كولمان إلى أن تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 يشكل فرصة إضافية لتعزيز هذا التعاون، مؤكدا أن الخبرة البريطانية في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى يمكن أن تساهم في إنجاح هذا الحدث، خصوصا في مجالات البنية التحتية وخدمات الضيافة.
كما كشف عن أن وكالة التمويل البريطانية UK Export Finance خصصت ما يقارب 5 مليارات جنيه إسترليني لتمويل مشاريع بالمغرب، بشرط تضمين مكون بريطاني بنسبة لا تقل عن 20%، وهو ما يعكس إرادة لندن في دعم الدينامية الاقتصادية للمملكة.
وأكد كولمان أن التبادل التجاري بين البلدين سجل رقما قياسيا منذ توقيع اتفاق الشراكة سنة 2019، مشيرا إلى أن المغرب يلعب دورا محوريا في استقرار وتنمية منطقة الساحل، ويعتبر بوابة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا.
وتوقف المسؤول البريطاني عند مبادرة المغرب لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مشيداً بدورها في دعم التنمية الإقليمية، ومؤكداً استعداد بريطانيا لدعم المغرب في هذا المسعى.
كما اعتبر كولمان أن موقف لندن الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي كأساس "واقعي وعملي" لتسوية قضية الصحراء، يشكل خطوة إيجابية تعزز العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن روابط الصداقة التاريخية التي تجمع الملك محمد السادس والملك تشارلز الثالث تضمن مزيداً من التقارب بين المملكتين.
وختم بالقول: "نحن الآن مستعدون لفتح صفحة جديدة من الشراكة المتينة التي تربط المغرب بالمملكة المتحدة، والتي تعود جذورها إلى أكثر من 800 سنة من العلاقات الثنائية".