مقاربة إشكالية الماء في لقاء نظم بجرادة

أكد المشاركون في لقاء نظم، اليوم الثلاثاء بجرادة، أن اعتماد مقاربة استباقية وتشاركية في تدبير الموارد المائية أصبح ضرورة ملحة، من أجل ضمان استغلالها بشكل مستدام لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأبرز المتدخلون، في اليوم التحسيسي والتشاوري حول عقدة الفرشة المائية لعين بني مطهر، الذي احتضنه مقر عمالة الإقليم، بمبادرة من وكالة الحوض المائي لملوية، أنه يتعين، اليوم، تكريس وعي جماعي ومسؤول بأهمية ترشيد استعمال الماء، وحسن تدبيره، والقطع مع كل أشكال التبذير وسوء الاستخدام.
وأكد عامل إقليم جرادة، شكيب بلقايد، الذي ترأس أشغال هذا اللقاء، أن تدبير الموارد المائية بالإقليم يواجه تحديات بنيوية مرتبطة بتفاقم ظاهرة الجفاف، وانخفاض مستوى الفرشة المائية، مشددا على ضرورة تفعيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى "مزيد من الحزم في حماية الرصيد العام المائي، وتفعيل شرطة الماء" للحد من كافة أشكال الاستغلال المفرط، وسوء الاستعمال للموارد المائية.
ودعا السيد بلقايد إلى ضرورة نهج مقاربة مندمجة وشمولية في التعامل مع الموارد المائية، تقوم على التشاور والتشارك، باعتماد تخطيط محكم أساسه تقييم هذه الموارد، وتحديد الحاجيات، مع وضع خطة عمل على المدى المتوسط والبعيد، لتعبئة موارد جديدة، وإعادة استعمال المياه المعالجة.
من جهتها، أشارت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس العمرتي، إلى مجموعة من الإكراهات التي تواجهها فرشة عين بني مطهر، على غرار الفرشات المائية الأخرى عبر المملكة، والمرتبطة، أساسا، بتعاقب فترات الجفاف بفعل التغيرات المناخية، بالإضافة إلى الاستغلال العشوائي للموارد المائية الجوفية وهدر المياه، وكذا الاعتماد على أنظمة سقي غير مقتصدة في الماء.
واعتبرت، في هذا السياق، أن "عقدة الفرشة المائية"، التي تشكل محور هذا اليوم التحسيسي، تهدف إلى حماية الموارد المائية الجوفية من الاستنزاف، وتقليص العجز في موازنة الفرشة المائية، وذلك من خلال مجموعة من التدابير الرامية إلى ضمان استدامة هذه الموارد الحيوية.
وأضافت أن هذه الآلية تروم، أيضا، إرساء قواعد تنظيم محكم لاستغلال المياه الجوفية، عبر إشراك كافة المتدخلين ومختلف مستعملي الماء، واعتماد مقاربات مبتكرة لتثمين الموارد المائية، من خلال تشجيع الزراعات ذات المردودية العالية والاقتصاد في استهلاك الماء، وتعزيز الإطار القانوني والآليات الرقابية المواكبة.
بدوره، أكد المدير الإقليمي للفلاحة بجرادة، عبد الرحمن أنفلوس، أن ترشيد استهلاك المياه لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحة لضمان مستقبل القطاع الفلاحي، داعيا، في هذا الصد،د إلى تبني زراعات بديلة مقاومة للجفاف كالصبار، وتطوير تقنيات حديثة كالزراعات بدون تربة (الزراعة المائية) لإنتاج الأعلاف، لما توفره من اقتصاد كبير في استهلاك المياه.
وتميز هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة منتخبين ومسؤولين قضائيين، وأمنيين، وفاعلين اقتصاديين، وفعاليات المجتمع المدني، بتقديم عروض حول سبل عقلنة السقي، ووضعية تأمين التزويد بالماء الشروب، وكذا بعض الشهادات لمستعملي المياه الفلاحية حول الممارسات الجيدة المتعلقة بالري بالتنقيط.
ويأتي هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع عمالة إقليم جرادة، تحت شعار "من أجل تدبير تشاركي ومستدام للمياه الجوفية"، في إطار تفعيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، وكذا إرساء منهجية تشاركية وتشاورية من أجل تدبير مستدام للموارد المائية خاصة الجوفية منها.
كما يروم هذا اللقاء التواصلي، بالأساس، تمكين مستعملي المياه من المشاركة في تدبير ومراقبة استعمال المياه الجوفية باعتبارها موردا استراتيجيا، مع الحرص على حماية الفرشة المائية، بالإضافة إلى تعبئة كافة الشركاء المعنيين للانخراط في ورش عقدة الفرشة المائية لعين بني مطهر.