وزير الخارجية البرتغالي الأسبق يرسم صورة مشرقة للمغرب في عهد الملك محمد السادس


وزير الخارجية البرتغالي الأسبق يرسم صورة مشرقة للمغرب في عهد الملك محمد السادس
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      في حوار مطول أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء مع السيد وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، قال إن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبح له دور ريادي في المنطقة ويشهد مسيرة تنموية استثنائية في جميع المجالات، وتحولات عميقة، إن على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.

فعلى المستوى السياسي، أشار السيد بورطاش إلى أن "فترة ما بعد دستور 2011 عرفت توالي عدة استحقاقات انتخابية أدت إلى تكوين حكومات من مشارب سياسية مختلفة دون أن يؤدي ذلك إلى اعتراضات أو احتجاجات، وهو ما يشكل حالة إصلاحية نادرة في عالم اليوم"، وهو الأمر الذي جعل "التعددية التي يعرفها المشهد السياسي هي عنوان على الاستقرار في إطار الديمقراطية".

وعلى المستوى الاجتماعي، أشاد السيد بورطاش بما حققه المغرب خلال هذه الفترة من إصلاحات اجتماعية طليعية، مشيرا على وجه الخصوص إلى التعديلات التي أدخلت على مدونة الأسرة لسنة 2004، التي اعتبرها جد مهمة بالنسبة لوضعية المرأة المغربية وحقوقها، إلى جانب ورش تعميم التغطية الاجتماعية، "الذي يعتبر مبادرة نادرة جدا في القارة الإفريقية وكذا على مستوى دول الجوار".

واعتبر، في نفس السياق، أن الأوراش المهمة التي تشهدها المملكة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات، وما يقوم به جلالة الملك في بناء المغرب الجديد قد غير نظرة العالم للمغرب: فميناء طنجة المتوسطي والقطار فائق السرعة، وصناعة السيارات، وإعادة التهيئة التي خضعت لها المدن الكبرى، وفي مقدمتها العاصمة الرباط، يظهر العمل الكبير الذي ينجز في المغرب بقيادة جلالة الملك.

وعلى مستوى البيئة، فإن العمل الذي يقوم به جلالة الملك في تطوير المغرب يبر ز أيضا على المستوى البيئي، حيث أضحى المغرب "مملكة بيئية" بامتياز، وذلك من خلال التدابير التي اتخذها المغرب في إطار تسريع وتيرة تفعيل التزاماته المترتبة عن قمة باريس للمناخ، واحتضان قمة المناخ "كوب-22" بمدينة مراكش، فضلا عن امتلاك المغرب واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في العالم.

وبالنسبة للمتحدث، فإن صورة المغرب الحالي في ظل حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس يجب أن تقرأ أيضا من زاوية السياسة الخارجية، مبرزا أن "المغرب بقيادة جلالة الملك لم يبق حبيس علاقاته التقليدية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، وإنما سعى إلى مزيد من تكريس حضوره وعلاقاته في الفضاء الإفريقي".

واعتبر أن الدور الإفريقي للمغرب يبدو هاما جدا في هذه القارة ليس فقط من الناحية السياسية فحسب، ولكن أيضا من النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مسجلا أن "ما تراكم على هذا المستوى يعكس وجود تصور دقيق ورؤية مدروسة لدى جلالة الملك".

وفي سياق التقييم الذي يقدمه وزير الخارجية البرتغالي الأسبق لفترة حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، توقف أيضا عند دور جلالة الملك في تدبير الحقل الديني، معتبرا أن جلالته بصفته أميرا للمؤمنين وحامي حقوق الأقليات الدينية، عمل دائما على صيانة حقوق الجميع في إطار من الاستقرار، ونجح بالتالي في جعل البلاد تواجه التحديات المطروحة في هذا المجال.

 ولم يفت السيد بورطاش الإشارة إلى الدور الريادي الذي يقوم به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير النظامية، معتبرا أن "العمل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية المغربية في هذا المجال يحظى بالاحترام، فالدور الذي تضطلع به من خلال تبادل المعلومات مع نظرائها في مختلف بلدان العالم كان حاسما في كثير من الأحيان في تجنيب بعض البلدان، وخاصة في القارة الأوروبية، أحداث إرهابية ودرء بعض المخاطر التي كانت وشيكة الوقوع".

وعن العلاقات القائمة بين المغرب والبرتغال، قال السيد بورطاش إن الروابط التاريخية بين البلدين كانت دائما متميزة وعميقة ويطبعها التفاهم والحوار السياسي الدائم، كما تشهد زخما متواصلا من الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الجارين.

وتابع أن هناك مجالات واعدة للتعاون تشمل جميع المستويات، خاصة في الميدان الاقتصادي والتعاون القطاعي، وتكثيف المبادلات، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل شراكة استراتيجية متعددة الأوجه.

واعتبر أن الدينامية والتطور الحاصل في المغرب على المستوى الاقتصادي، لاسيما في مجال صناعة السيارات، والنقل الجوي، ونقل التكنلوجيا، وتطوير شبكة الموانئ أكسبه جاذبية وجعل منه شريكا استراتيجيا مطلوبا بقوة ليس فقط من جانب البرتغال بل من قبل جميع الشركاء.

اترك تعليقاً