مناظرة وطنية حول تحديات وفرص حكامة ذكاء اصطناعي موثوق به

Warning: Undefined array key "editeur" in /home/zktecow/africa4press/article.php on line 408
شكلت تحديات وفرص حكامة ذكاء اصطناعي موثوق به في عصر الثورة الصناعية الرابعة محور جلسة نقاش عقدت يوم الثلاثاء في سلا، في إطار المناظرة الوطنية الأولى للذكاء الاصطناعي.
وشدد المتدخلون خلال هذا اللقاء على أن الذكاء الاصطناعي، الذي يحدث تحولا عميقا في مجالات العلم والاقتصاد والمجتمع، يتطلب حكامة وإطارا أخلاقيا على الصعيد العالمي.فعرف المدير العام للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، محمد توفيق مولين، الذكاء الاصطناعي بكونه مقاربة أخلاقية تعزز الكرامة الإنسانية، والتنوع، والشمول، كما ورد في توصيات اليونسكو، وقانون الذكاء الاصطناعي الصادر عن الاتحاد الأوروبي، والقرار الأممي الذي تم اعتماده برعاية مشتركة من المغرب والولايات المتحدة في مارس 2024.
وقال إن "على الذكاء الاصطناعي الموثوق به أن يكون مسؤولا وموجها نحو الشفافية، والمساءلة، واحترام الحقوق الأساسية"، مضيفا أنه يستند إلى أنظمة مصممة ومحوكمة بطريقة تمكن من التحكم في المخاطر مع تعظيم الفوائد للمجتمع.
وبخصوص منظومة المغرب في هذا المجال، استعرض عددا من المشاريع والمبادرات التي تمنح البلاد إشعاعا دوليا، من بينها مركز " AI Mouvement" التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية المصنف من طرف اليونسكو ضمن الفئة 2، ومدرسة الهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي التابعة للجامعة الاورومتوسطية بفاس، وكذا مركز البحث والتطوير التابع لشركة "أوراكل"، الذي تم إطلاقه في يونيو 2025.
أما على المستوى التشريعي والتنظيمي، فأوضح أن المملكة تتوفر على مجموعة من القوانين التي تؤطر الحقوق الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية، إضافة إلى خدمات الثقة المتعلقة بالمعاملات الإلكترونية.
ومن جهته، أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن الذكاء الاصطناعي الموثوق به يقوم على مكتسبات محددة، من بينها التدخل والإشراف البشري والمصداقية التقنية، وسرية البيانات، والشفافية.
وشدد على أن "المغرب ينبغي أن ينخرط في دينامية التعاون الدولي في هذا المجال، بما يمكنه من تحويل حكامة الذكاء الاصطناعي إلى رافعة للدبلوماسية الإقليمية، وبناء نموذج إفريقي سيادي"، مبرزا أن المملكة تتوفر على المؤهلات التي تخول لها الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي الموثوق به على الصعيد القاري.
لكنه حذر في المقابل من الارتهان لحلول الفاعلين أجانب، لا سيما عبر استضافة بيانات حساسة على سحب إلكترونية خارج التراب الوطني، ومن خطر تبني نماذج لا تتلاءم مع السياق الوطني، داعيا في هذا الصدد إلى تشجيع الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر المحلي، والاستثمار في قدرات البحث والتطوير الوطنية.
يذكر أن المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي تنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتهدف إلى إلى تحديد ملامح استراتيجية وطنية سيادية للذكاء الاصطناعي، تتكيف مع احتياجات السكان والقطاعات الاستراتيجية، وتتماشى مع التوجيهات الملكية السامية