ممثلو البرلمانات العربية يشيدون بدور المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب- جنوب
أكد ممثلو عدد من
البرلمانات العربية، اليوم الخميس بالرباط، أن "المؤتمر البرلماني للتعاون
جنوب-جنوب" الذي ينظمه مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة
الملك محمد السادس، يعد منصة هامة للحوار وتبادل الأفكار.
واعتبروا في مداخلات خلال المؤتمر الذي يستمر ليومين، أن هذا الأخير يتيح
الفرصة لبحث سبل تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتمتين مصالحها الاقتصادية وتيسير
اندماجها في الاقتصاد العالمي.
وأن هذا المؤتمر يوفر أرضية مواتية لوضع خارطة طريق بأهداف واضحة وعملية تضع
التعاون في المسار الصحيح و"المساهمة الثمينة" للتعاون جنوب - جنوب في
الإطار العام للتعاون متعدد الأطراف، وكذا في مواجهة التحديات التي يواجهها
الجنوب. كما أن هذا التعاون يعتبر أحد أهم الوسائل لمساعدة الدول النامية على
مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية وتحقيق التنمية، خاصة في ظل توفر
هذه الدول على إمكانات مالية وبشرية، وثروات طبيعية تمكنها من النمو والازدهار
وتوفير فرص حقيقية للتنمية المستدامة.
وأن هذا المؤتمر، "جاء في وقت هام لتعميق التعاون المشترك بين دول
الجنوب، وتكريس عملية التنمية المتعددة الأطراف والتكامل الاقتصادي بين دول العالم
العربي"، وأن هذه المؤتمرات البرلمانية تعتبر فرصة مهمة للتداول والتباحث
والحوار والتعاون بين مجالس الشورى والشيوخ والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم
العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية، في ظل التحديات والأزمات العالمية التي تؤثر على
مسيرة التنمية في كافة الدول.
وأعربت التدخلات عن تطلعاتها بأن يثمر المؤتمر نتائج إيجابية تعمق التضامن
البرلماني وتهيئة المسارات لمزيد من الخطوات العملية أمام الدبلوماسية الرسمية،
والعمل الجاد في بحث الرؤى والفرص والاتفاقيات الثنائية والمشتركة في مختلف
المجالات، بما يقود إلى تطوير آليات التنمية المشتركة والتكامل الاقتصادي.
إذ يمكن أن تعالج جملة من المتغيرات والتحديات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والأمنية التي باتت تمثل تحديا لمرتكزات الأمن الجماعي في المنظومة
الدولية، وأن هذا المؤتمر هو بمثابة محفل لممثلي شعوب إفريقيا
والعرب وأمريكا اللاتينية، لبناء جسور من التواصل والتفاعل وتبادل الخبرات
والمعارف ومناقشة الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
سيما وأن التحديات التي يعيشها عالم اليوم من قبيل الصراعات والنزاعات
المسلحة، والجماعات الإرهابية، وموجات خطاب الكراهية والعنف والتطرف، والآثار
السلبية لتداعيات التغير المناخي في ظل نظام اقتصادي يتسم بالهشاشة، ينعكس سلبا
على الأمن والسلم الدوليين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويشارك في هذا المؤتمر أزيد من 260 مشاركة ومشاركا، يمثلون 40 دولة، ضمنهم 30
رئيسة ورئيسا للبرلمانات الوطنية والاتحادات الجهوية والإقليمية والقارية بكل من
إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب. وهو يندرج في إطار مواكبة
ريادة المملكة المغربية، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، في إطلاق ودعم كل
المبادرات التنموية والتضامنية الهادفة إلى تعزيز التعاون جنوب - جنوب.