مدينة الفنيدق تشهد الملتقى الجهوي للخدمات اللوجيستيكية


مدينة الفنيدق تشهد الملتقى الجهوي للخدمات اللوجيستيكية صورة - أ.4.ب/أرشيف
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       افتتحت، اليوم الجمعة 26 يناير 2024 بمدينة الفنيدق، النسخة الثالثة من الملتقيات الجهوية للخدمات اللوجيستيكية (RRL)، المنظمة تحت شعار "أي دور للخدمات اللوجيستيكية في التنمية المجالية ؟ وجهات نظر متقاطعة طنجة-تطوان-الحسيمة/ كاتالونيا"، وذلك بمشاركة مهنيين اقتصاديين ومؤسساتيين ومسؤولين ترابيين.

وتنظمه "لوجيسميد "Logismed بالتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة تطوان الحسيمة (CRI-TTA)، ومحيطه الاقتصادي ، بهدف تبادل وجهات النظر حول القضايا المرتبطة بالخدمات اللوجستية على المستوى الترابي .

المنظمون يرون أن تنظيم هذه الفعالية الاقتصادية الهامة للمرة الثانية بجهة طنجة- تطوان ا-لحسيمة، يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى التي احتضنتها مدينة طنجة، إذ ينتظر منه أن يكون هذا الحدث بمثابة لقاء كبير للجهات الفاعلة في مجال النقل واللوجستيك بجهة الشمال”، وفرصة كذلك للتنسيق مع ثاني أكبر قطب إقتصادي بإسبانيا، خاصة بعد مشاركة مسؤولي ميناء برشلونة في هذا الملتقى.

أما وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، فيبرز أن الخدمات اللوجستية ليست مجرد رافعة لتنمية التجارة، ولكنها أيضا هي بمثابة محرك للابتكار وحافز للتنمية المستدامة وأساس لتحقيق الاندماج الاجتماعي، مشيرا إلى أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة أضحت بفضل الرؤية الملكية المستنيرة، القطب الاقتصادي الثالث للمملكة، والذي عرف أسرع نمو خلال السنوات العشر الأخيرة، باستثمارات ومشاريع استراتيجية كبرى على المستوى الوطني.

كما يوضح أن “جودة أداء ميناء طنجة المتوسط والطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربطه بباقي مناطق المغرب، فضلا عن الخط السككي فائق السرعة، اضطلعت بدور رئيسي في تحقيق التحول النوعي للجهة”، بل و مكنت هذه البنيات التحتية من جذب اهتمام واستثمارات المقاولات والشركات العالمية الكبرى وخلق أنظمة اقتصادية صناعية حقيقية، وبالتالي خلق الآلاف من فرص الشغل.

وعلى الجانب الآخرمن حوض البحر الأبيض المتوسط، يعد إقليم كاتالونيا، ببنيته التحتية اللوجستية المتطورة، نموذجا ممتازا للنجاح الاقتصادي،مؤكدا أن هذه المنطقة تلعب دورا أساسيا في التجارة الأوروبية والعالمية و في التنمية المجالية.

من جانبه، أكد المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار باللجهة ، جلال بن حيون، أن اختيار جهة الشمال لاحتضان هذا الحدث ليس وليد الصدفة، بل يدل على الاهتمام المتزايد بالمنطقة الشمالية التي أصبحت مركزا عالميا حقيقيا للاستثمار والخدمات اللوجستية، إذ  أن المنطقة نجحت منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين ، في تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي نوعي وعميق، وهي تواصل أيضا منحاها الاقتصادي التصاعدي .

وقال إن "التغيير الناتج عن رؤية رائدة ، جعل من الجهة . القطب الثاني للمملكة بمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي الصناعي الوطني بنسبة 16.6٪، ولكن أيضا، جعلها قطبا لوجستيا رائدا على المستوى الوطني ومرجعا عالميا، مع أحجام تصدير واستيراد ونقل شحن قياسية عاما بعد عام ".

وهذا انعكس على التحول الاقتصادي الملحوظ الذي عرفته الجهة الشمالية من المملكة خلال العقدين الأخيرين، من خلال معطيات ملموسة خلال السنوات الماضية، وعلى الوقع الإيجابي الكبير على مختلف المناحي الاقتصادية والاجتماعية والتخطيط المنسق للتنمية اللوجستية، مشيرا إلى أن هذا النهج المدروس لعب دورا أساسيا في التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مما عزز جاذبية ليس فقط المنطقة، ولكن أيضا العديد من الأقاليم الأخرى بالمملكة.

ولم يخرج عن هذا السياق في تصريحه حين أبرز المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، أن هذا الحدث الاقتصادي الهام الخاص بمجال اللوجستيك، يشكل حدثا بارزا ونوعيا ، خاصة وأنه يستضيف بالإضافة إلى السلطة المينائية لطنجة المتوسط السلطة المينائية لبرشلونة وفي الوقت ذاته يستقطب فاعلين أساسيين في المجال ، على اعتبار أن الخدمات اللوجستية تعد إحدى الروافع الرئيسية للجهة وإقليم كاتالونيا التي تعمل على خلق القيمة المضافة وفرص العمل والثروة وتحقيق التنمية المتوازنة .
وهذا ما يعطي أهمية لهذا الملتقى ، تكمن كذلك في دور اللوجستيك في تنمية المجال الترابي والاقتصاد بشكل عام ، وهذا هو الطموح الهيكلي لمنطقة طنجة بالخصوص لتطوير مجالهما الترابي والمقاولات المتواجدة بالجهة ، خاصة وأن المنطقة لها مؤهلات لوجستية كبيرة، لازالت تتطور باضطراد وثبات ، مضيفا أن التظاهرة مناسبة لتبادل الآراء والتجارب لتعزيز انخراط المنطقة أكثر فأكثر في محيطها الاقليمي الاقتصادي والدولي  

ويتضمن برنامج الدورة تنظيم مائدتين مستديرتين الأولى حول " الدور الاستراتيجي للموانئ في تنمية المجال الترابي" و" الرهانات الترابية للوجيستيك بجهة طنجة تطوان الحسيمة" ،يؤطرها مهنيون وخبراء من جهة طنجة تطوان الحسيمة و إقليم كاتالونيا، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية BtoB ، التي تهدف إلى تمكين المعنيين من كلا المنطقتين من تطوير أعمالهم وإقامة شراكات وتوسيع شبكتهم المهنية.

هذا مع زيارات إلى مواقع لوجستية واقتصادية، بهدف اكتشاف أو إعادة اكتشاف ميناء طنجة المتوسط ومرافقه المختلفة ومناطق الأنشطة التجارية الحديثة به .


اترك تعليقاً