قابس التونسية تشهد إضرابا عاما احتجاجا على التلوث البيئي

دخلت مدينة قابس جنوب تونس، اليوم الثلاثاء، في حالة من الترقب مع انطلاق إضراب عام شامل دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، احتجاجا على تدهور الأوضاع البيئية بفعل الانبعاثات السامة الصادرة عن المجمع الكيميائي الحكومي.
الإضراب، الذي يشل قطاعات حيوية مثل النقل، القضاء، التعليم والمحاماة، يأتي في ظل تصاعد الغضب الشعبي بعد تسجيل حالات اختناق في صفوف طلاب المدارس مطلع أكتوبر، نتيجة استنشاق غازات سامة، ما أعاد مطالبات إغلاق المجمع الكيميائي إلى الواجهة.
بالتوازي مع التحركات الاحتجاجية، بدأ وفد من الخبراء الصينيين زيارة للمدينة بالتنسيق مع الحكومة التونسية، لمناقشة إمكانية صيانة وحدات الإنتاج الملوثة ووقف تصريف مادة الفوسفوجيبس في البحر، بحسب ما أعلنه وزير التجهيز والإسكان صلاح الزواري خلال جلسة برلمانية مساء الإثنين.
وأكد الزواري أن الوضع البيئي "حرج"، لكن السلطات تبذل جهودا لاحتواء الأزمة، مشيرا إلى أن الخطوة الصينية تأتي في إطار حل عملي وتدريجي للمشكلة البيئية في قابس.
وكان الرئيس قيس سعيد قد وصف في وقت سابق ما تعانيه المدينة بأنه "اغتيال بيئي"، داعيا إلى تحرك حكومي عاجل، وأوفد وفدا وزاريا للوقوف على حجم التلوث واتخاذ التدابير اللازمة.
ويأمل سكان قابس أن تشكل هذه التطورات بداية جدية لإنهاء معاناتهم المستمرة مع التلوث الصناعي، والتي امتدت لعقود دون حلول ملموسة.