أهالي قابس في إضراب عام يطالبون بتفكيك وحدات صناعية كيميائية

أوصدت المحلات أبوابها وتظاهر محامون وموظفون ونقابيون ومواطنون في شوارع ولاية قابس جنوب تونس، وشلت الحركة بالمدينة، يوم الثلاثاء، بسبب إضراب عام يطالب بتفكيك مجمع صناعي ملوث، حيث تشهد المدينة التي يقطنها 400 ألف نسمة، منذ أسبوعين، تحركات احتجاجية تطالب بإغلاق المجمع الكيميائي المتهالك المتهم بالتسبب في أكثر من 200 حالة اختناق وتسمم لا سيما في صفوف الأطفال. ويحمل السكان المحليون والخبراء، المجمع مسؤولية تواتر موجات من الانبعاثات الغازية السامة في الهواء منذ مطلع سبتمبر.
وخلال الإضراب العام، تجمع محامون يرتدون الزي الأسود وموظفون وسكان من الولاية أمام مقر النقابة المحلية، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.
وقالت سوسن نويصر، العضو في المكتب المحلي لنقابة الاتحاد العام التونسي للشغل: "تم تنفيذ الإضراب العام بنسبة 100% إلى هذه اللحظة"، مشيرة إلى أن الإضراب يمثل ردا على الوعود غير المنفذة من السلطة التي لا تفعل شيئا لإنقاذ المدينة.
وفي الأسبوع الماضي، تم تفريق تظاهرة شارك فيها آلاف السكان بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع وتم توقيف عشرات الأشخاص نهاية الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي: إن قوات الأمن كانت صارمة أمام الاعتداءات، وأوضح في تصريح للتلفزيون التونسي الرسمي أن الاعتداءات تمثلت في إلقاء 800 زجاجة مولوتوف وزجاجات حارقة على قوات الأمن، بالإضافة إلى عمليات سرقة ونهب.
جدير بالذكر أن وزير التجهيز والإسكان، صلاح الزواري، أعلن، في جلسة برلمانية الاثنين، عن إجراءات عاجلة ستنفذ في غضون 3 إلى 6 أشهر، مع تعيين شركات صينية لمعالجة انبعاثات الغاز ووقف تصريف الفوسفوجيبس (المخلفات الصلبة) في البحر.
وجدير بالذكر، أيضا، أنه، في العام 2017، وعدت السلطات التونسية بتفكيك المجمع الذي يوظف 4 آلاف شخص في منطقة تعاني البطالة واستبداله بمنشأة تتوافق مع المعايير الدولية، لكن استغلال مناجم الفوسفاط، يعد ركيزة أساسية للاقتصاد التونسي.