غداة اغتيال تشارلي كيرك شبح العنف السياسي يخيم على أمريكا

شكل اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك، أحد أبرز وجوه الشباب المؤيد للرئيس دونالد ترامب وحليف الدوائر المقربة من البيت الأبيض، صدمة للرأي العام الأمريكي، أعادت إلى الواجهة شبح العنف السياسي في بلد حافل بحوادث مأساوية مشابهة.
وكان تشارلي كيرك (31 سنة)، المؤسس المشارك للمنظمة المحافظة "تيرنينغ بوينت" (نقطة تحول)، لقي حتفه إثر إصابته في العنق برصاصة أطلقها قناص، وذلك أثناء مشاركته في حدث في الهواء الطلق بحرم جامعة وادي يوتا، غرب الولايات المتحدة.
ومما زاد من وقع الصدمة ، انتشار مقاطع فيديو صادمة للحادث على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما عمق حالة الذهول التي عمت البلاد، خاصة مع حالة الهلع التي أصابت الطلبة الحاضرين.
وسارعت الأوساط السياسية المحافظة إلى التنديد بالحادث واصفة إياه بـ"الاغتيال السياسي"، فيما اعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لحظة حالكة بالنسبة لأمريكا"، متوعدا بتشديد الإجراءات لمكافحة العنف السياسي الذي أودى بحياة أحد حلفائه السياسيين الشباب.
واشتهر كيرك بمناظراته، خصوصا داخل حرم الجامعات، حيث كان يواجه خصومه من التيار الليبرالي، وغالبا ما كانت لحظات المواجهة تتحول إلى مقاطع فيديو منتشرة على نطاق واسع، ما أكسبه متابعة جماهيرية في صفوف مختلف التيارات السياسية.
لكن أثناء مناظرته الأخيرة الأربعاء في جامعة فالي بولاية يوتا، أرداه قناص مجهول، ما يزال فارا، قتيلا، في جريمة لا تزال دوافعها مجهولة، ما خلف صدمة كبيرة في صفوف أنصار ترامب تردد صداها في عموم الساحة السياسية الأمريكية.
ويعيد هذا الواقع إلى الأذهان بعضا من أحلك فترات التاريخ الأمريكي المعاصر، لاسيما ستينيات القرن الماضي التي شهدت اغتيال الرئيس جون كينيدي، والسيناتور روبرت كينيدي، والزعيم الحقوقي مارتن لوثر كينغ جونيور.
ويذكر المؤرخون بأن العنف السياسي كان حاضرا على الدوام في الولايات المتحدة التي اغتيل فيها أربعة من أصل 45 رئيسا، فيما نجا رئيس خامس، رونالد ريغان، من محاولة اغتيال سنة 1981.
وقد حذر قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أن البلاد تتجه نحو مرحلة قاتمة، في حال لم يتم تدارك الوضع.
يوضح ماثيو داليك، المؤرخ السياسي بجامعة جورج واشنطن، أن الفصائل السياسية الأمريكية باتت تنظر إلى بعضها كأعداء وجوديين يهددون بقاء الأمة، الأمر الذي يدفع بعض الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية إلى اللجوء إلى العنف.
وأضاف داليك، في تصريح أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، أن وسائل التواصل الاجتماعي "تساهم في الانتشار السريع لهذه الأفكار السامة".