سوء الأحوال الجوية يشل قطاع صيد السمك في البيرو

أمرت البحرية البيروفية بإغلاق 112 ميناء على طول الساحل، بسبب الأمواج العاتية التي تضرب الساحل الهادئ، منذ عدة أيام، مما أدى إلى شلل في قطاع الصيد وتضرر الاقتصاد المحلي.
ففي مدينة بيسكو، وسط البلاد، وجد أكثر من 4000 صياد أنفسهم عالقين، منذ يوم الجمعة، على إحدى الجزر، في حين لم يتمكن حوالي 3500 عامل في بيوارا (شمال) من الإبحار، واقتصروا على تأمين قواربهم في مواجهة الأمواج العاتية.
وتجاوزت الأمواج الجدران الداعمة في العاصمة الساحلية "كالاو"، وفق ما أظهرت صور بثتها إحدى القنوات المحلية، وغمرت مياه البحر الشواطئ، مما أدى إلى تعليق الصيد التقليدي والترفيهي بشكل كامل حتى 27 غشت الجاري.
وفي هذا الصدد، قال أحد الصيادين لوسائل إعلام محلية: "لا يمكننا الخروج إلى البحر، وهذا يعني أننا لا نستطيع إطعام عائلاتنا".
ويمتد تأثير هذا الوضع إلى قطاعات أخرى، حيث سجلت المطاعم والأسواق وناقلو الأسماك وشركات توزيع السمك الطازج تراجعا في مبيعاتها.
وتعد البيرو واحدة من أكبر منتجي الأسماك في العالم، لا سيما صنف أنشوجة المحيط الهادئ التي تستخدم في صناعة دقيق وزيت السمك.
ويمثل قطاع الصيد البحري في المتوسط 1,5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في البيرو، ويعد أحد المصادر الرئيسية للعملات الصعبة في البلاد، بعد صادرات المعادن.
أما الصيد التقليدي فيوظف، بشكل مباشر، أكثر من 250 ألف شخص ويوفر سبل العيش لآلاف الأسر في المناطق الساحلية.
وتؤثر الانقطاعات الناجمة عن الظروف الجوية، والتي تحدث بشكل متكرر أثناء فترات الأمواج العاتية أو ظاهرة النينيو المناخية، بشكل مباشر ليس، فقط، على سبل عيش المجتمعات في المناطق الساحلية، بل، أيضا، على الميزان التجاري البيروفي.
وتواصل إدارة الهيدروغرافيا والملاحة مراقبة تطورات الظاهرة، فيما تحذر السلطات من أن الظروف ستظل خطرة على الأقل حتى يوم الأربعاء المقبل.
