سفارة المغرب بواشنطن تنظم حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال 26 لعيد العرش المجيد

نظمت سفارة المغرب بالولايات المتحدة، مساء الأربعاء بواشنطن، حفل استقبال بهيج بمناسبة الذكرى ال 26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وتميز هذا الحفل، الذي استضافه مقر منظمة دول الأمريكتين، بحضور العديد من الشخصيات الأمريكية، وأعضاء بالسلك الدبلوماسي المعتمد في العاصمة الفدرالية للولايات المتحدة، وشخصيات بارزة من عالم السياسة والاقتصاد، والمجال الأكاديمي، والإعلام، وكذا أفراد من الجالية المغربية المقيمة في مختلف الولايات الأمريكية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب في واشنطن، يوسف العمراني، روابط البيعة المتينة والراسخة التي تجمع الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد، مبرزا أن المؤسسة الملكية تظل، وعلى مر القرون، "حجر الزاوية ضمن رؤية طموحة ومنسجمة يهتدي بها المغرب في مواجهة مختلف التحديات والتحولات".
كما سلط السفير الضوء على النموذج الاقتصادي الجديد الذي أرساه المغرب، بقيادة صاحب الجلالة، مسجلا أن هذا النموذج المبتكر يتأسس على الإدماج، والمرونة، والسيادة.
فخلال السنة الماضية، فقط، يوضح السيد العمراني، حقق المغرب نموا بنسبة 4.5 في المائة، على الرغم من الصدمات العالمية، مع الانخراط في إصلاحات جديدة في مجالات الاستثمار، والتعليم، والحكامة الرقمية، مذكرا بتسريع وتيرة تنفيذ البرامج الكبرى للبنيات التحتية.
وأضاف السيد العمراني أن هناك واقعا سياسيا واضح المعالم يتجاوز هذه الإحصائيات: مغرب صاعد ينعم بالاستقرار، ويحظى بالمصداقية، كما ينخرط في دينامية إصلاحية في منطقة تتسم، في غالب الأحيان، بعدم اليقين، وأكد أن هذا التوجه الطلائعي لا يعد مجرد صدفة، بل ينبثق عن خيار مسؤول.
وتطرق السفير إلى الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، مذكرا بأن المغرب يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة، وموضحا أن المبادلات التجارية بين البلدين تضاعفت أربع مرات، منذ سنة 2006.
وأشار إلى أن "الأرقام لا تعكس سوى جزء من الواقع: فالمقاولات الأمريكية أضحت تقوم بتطوير نشاطها في المغرب، سواء في صناعة الطيران، أو الانتقال الرقمي، أو اللوجستيك في قطاع الصناعة الدوائية، مضيفا أن المملكة لا تعد وجهة، فقط، بل بوابة للولوج نحو أسواق أخرى.
من جانبها، تقدمت مورا نامدار، المسؤولة رفيعة المستوى بمكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، بالتهنئة باسم الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية، ماركو روبيو، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والشعب المغربي بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش.
وأبرزت المسؤولة الأمريكية أن "المغرب يعد أقدم وأقرب أصدقاء بلدنا"، مسجلة أن هذه العلاقات العريقة التي يعود تاريخها إلى حوالي 240 عاما، ساهمت في النهوض بالسلام والأمن.
وأشارت المسؤولة في الخارجية الأمريكية إلى أن البلدين سيواصلان تعزيز هذه المكتسبات تحت قيادة الرئيس، دونالد ترامب وصاحب الجلالة، الملك محمد السادس.
وقالت: إن الولايات المتحدة تعتبر المغرب "شريكا هاما"، معربة عن الأمل في أن تتطور هذه الشراكة بشكل أكبر، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
وبالمناسبة ذاتها، ذكرت المسؤولة الأمريكية بتجديد الولايات المتحدة تأكيد اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الأساس الوحيد الذي يتسم بالجدية والمصداقية والواقعية لتسوية هذا النزاع الإقليمي حول الصحراء. وأضافت: "نعتقد أنه يشكل الأساس الوحيد من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع".
من جهته، تطرق الجنرال دو ديفيزيون، دانييل بوياك، قائد الحرس الوطني لولاية يوتا، إلى الصداقة والشراكة العريقة التي تربط بين الرباط وواشنطن، مذكرا بأن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة، و"يظل، في الوقت الراهن، شريكا قويا".
وبخصوص التعاون بين البلدين، أشار السيد بوياك، على الخصوص، إلى إجراء المناورات العسكرية السنوية المشتركة، "الأسد الإفريقي"، التي تعد أكبر وأهم تمرين عسكري في إفريقيا، مبرزا أن المغرب يضطلع بدور ريادي في هذا المجال على صعيد القارة الإفريقية.
بدوره، أكد الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، ألبرت رامدين، في كلمة خلال هذا الحفل، "الأهمية الكبرى" التي توليها هذه المنظمة للشراكة مع المملكة.
وقال السيد رامدين: إن "المغرب يعد، منذ 44 عاما، ملاحظا دائما لدى منظمتنا"، وساهم في إرساء جسور دائمة بين إفريقيا والأمريكتين.
وسجل أن المنظمة تحمل الرؤية ذاتها التي يتبناها المغرب، والمتمثلة في تحقيق السلام والازدهار.
كما أشار الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية إلى أن التموقع الاستراتيجي الذي يتميز به المغرب على الساحل الأطلسي والروابط الوثيقة التي تجمعه بأوروبا والشرق الأوسط يتيح أساسا فريدا لتعزيز الأواصر مع باقي مناطق الكرة الأرضية.
وخلص إلى أن المغرب، أضحى، بفضل دوره القيادي في النهوض بالتعاون جنوب-جنوب وتقاسم ثقافته الغنية وتقاليده، "صديقا مقربا ووفيا للأمريكتين".
