المغرب والأرجنتين يضطلعان بدور هام في بناء حوار استراتيجي بين ضفتي الأطلسي

أكد سفير المغرب بالأرجنتين، فارس ياسر، أول أمس الثلاثاء، أن المغرب والأرجنتين يضطلعان بدور مهم في بناء "حوار استراتيجي"، بين ضفتي الأطلسي الإفريقية والجنوبية، من خلال تعاون ثنائي معزز، قائم على روابط تاريخية وإنسانية ودبلوماسية متينة.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، خلال حفل استقبال أقيم بمقر إقامة المغرب في بوينس آيرس بمناسبة عيد العرش المجيد، أن الواجهة الأطلسية لإفريقيا، الممتدة من المغرب إلى غاية جنوب إفريقيا، تضم 23 بلدا يشكلون تكتلا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واسعا ذا مصالح استراتيجية متزايدة.
وأضاف أن هذا التكتل الصاعد على الواجهة الأطلسية لإفريقيا، والذي يواجه تحديات كبرى في مجالي الأمن الغذائي والطاقي، يشكل فرصة فريدة للتعاون مع أمريكا اللاتينية، لا سيما الأرجنتين، مسلطا الضوء على أهمية مبادرة الأطلسي التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح السفير المغربي أن هذه المبادرة التي "تمثل فرصة للتعاون الثنائي بين المغرب والأرجنتين، من شأنها تيسير بناء جسور التواصل بين الأطلسي الإفريقي والجنوبي"، مشددا على ضرورة ترسيخ هذه العلاقة ضمن إطار بناء واستشرافي.
واعتبر أن العلاقات بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية "ممتازة ودينامية"، تغذيها روابط إنسانية وثقافية أصيلة، لافتا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى ال 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبوينس آيرس، وهي شراكة تأسست على الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون المتعدد الأبعاد.
وسجل أن الجالية المغربية المقيمة بالأرجنتين، والتي استقرت هناك، منذ أواخر القرن ال 19، تشكل ركيزة إنسانية ثمينة تشهد على عمق هذه العلاقات التاريخية.
كما أشار إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى بوينس آيرس، سنة 2004، أعطت دفعة جديدة للتعاون الثنائي، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات التي شملت المجالات السياسية، والدبلوماسية، والتجارية، والعلمية، والقضائية، والتقنية، والتعليمية، والدفاعية.
واعتبر السفير أنه، رغم من هذه المكاسب، فإن حجم وقيمة المبادلات التجارية لا تعكس بعد الإمكانات الحقيقية للعلاقات، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنظيم اللجنة المختلطة الثامنة واجتماع التشاور السياسي السادس في المستقبل القريب، فضلا عن تكثيف البعثات التجارية والزيارات رفيعة المستوى والمشاركة في المعارض الدولية.
وفي هذا السياق، أكد السيد ياسر أن البعثة التجارية متعددة القطاعات الأرجنتينية، المرتقب قدومها إلى المغرب، في أكتوبر المقبل، تشكل محطة مهمة، مشيرا إلى أن المغرب يتموقع كبوابة للأسواق الأوروبية والإفريقية، ويوفر للمصدرين الأرجنتينيين منصات لوجيستية حديثة وفعالة ومترابطة بشكل جيد.
وقال، إن المغرب والأرجنتين، من خلال هذه الدينامية المتجددة، يشكلان ركيزتين لحوار استراتيجي طموح جنوب-جنوب، قائم على التكامل والتضامن ورؤية مشتركة للتنمية.
من جهة أخرى، استعرض الدبلوماسي المغربي أبرز إنجازات المملكة في مجال البنيات التحتية وتحسين المؤشرات الاقتصادية الرئيسية.
كما أكد أن الدينامية الدولية المتزايدة لدعم مخطط الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء، والذي حظي بتأييد قوى عالمية كبرى، وإجمالي مؤيدين بلغ أزيد من 120 بلدا، من جميع القارات.
وحضر حفل الاستقبال المنظم بمناسبة عيد العرش، على الخصوص، نائب كاتب الدولة في السياسة الخارجية، خوان مانويل نافارو، وكاتب الدولة المكلف بالعلاقات الدولية، فرناندو برون، وكاتب الدولة المكلف بالشؤون الاستراتيجية، خوسي لويس فيلا، وكاتب الدولة المكلف بمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، مارتين فيريير، وكاتب الدولة المكلف بالعلاقات الدولية بوزارة الدفاع، خوان باتاليمي، والمدعي العام الأرجنتيني، إدواردو كاسال، والرئيس الأرجنتيني الأسبق، رامون بويرتا، واللواء روبرتو كاساريس من سلاح الفرسان الأرجنتيني.
