جدارية بسانتياغو تكرم جامعة القرويين وتخلد الإرث الثقافي المغربي في الشيلي

كشف، يوم أمس الإثنين، عن جدارية فنية مخصصة لجامعة القرويين بفاس، وذلك بجماعة رينكا بضواحي العاصمة الشيلية سانتياغو، في خطوة فنية وثقافية تكّم الإرث الفكري والروحي للمملكة المغربية.
ويأتي هذا المشروع في إطار تبرع قدمته وكالة "Ideavida" التي أسسها الفنانان الشيليان دانييل فارغاس وفيليبي إسكوبار، احتفاءً بالتراث العريق للمغرب، بمشاركة فنانين محليين وشخصيات سياسية، وحضور أفراد من الجالية المغربية-الشيلية.
وفي كلمة بالمناسبة، سلطت سفيرة المغرب في الشيلي، كنزة الغالي، الضوء على الأهمية التاريخية لجامعة القرويين، التي تأسست سنة 859 بمدينة فاس على يد فاطمة الفهرية، ووصفتها بأنها "أقدم مؤسسة جامعية في العالم لا تزال قائمة"، مشيرة إلى سبقها للعديد من الجامعات الأوروبية الشهيرة مثل بولونيا.
وأكدت السفيرة أن الجامعة لعبت دورا محوريا في نقل وتطوير العلوم والثقافة، واحتضنت على مر العصور كبار العلماء من مختلف المشارب الفكرية، من بينهم ابن خلدون، وابن رشد، وموسى بن ميمون، والبابا سلفستر الثاني.
كما شددت الغالي على رمزية الجدارية كأداة لتعزيز الدبلوماسية الثقافية، مذكرة بتأسيس المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بمدينة كوكيمبو، الذي يُعدّ منصة فريدة لتعميق التبادل الثقافي بين المغرب وأمريكا اللاتينية، ثمرة الزيارة الملكية التاريخية إلى الشيلي سنة 2004.
وفي السياق ذاته، أبرزت السفيرة دور المرأة المغربية، مبرزة ما تحقق من تقدم في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس على مستوى تعزيز حقوق النساء وتمكينهن في مختلف المجالات.
من جهته، اعتبر رئيس جماعة رينكا، كلاوديو كاسترو سالاس، الجدارية "رمزاً قوياً للصداقة بين الشيلي والمغرب"، مشيداً بغناها التاريخي وبقدرتها على إتاحة نافذة للمجتمع المحلي على الحضارة المغربية.
بدوره، أعرب الفنان دانييل فارغاس عن امتنانه لسفارة المغرب وللمركز الثقافي محمد السادس على الدعم والثقة التي مكنت من إنجاز هذا العمل الفني، الذي يحتفي بأحد أبرز الصروح العلمية في العالم الإسلامي.