تونس.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين عقب مطاردة انتهت بوفاة ثلاثيني
صورة - م.ع.ن
اندلعت اشتباكات، لليلة الثانية على التوالي، بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة القيروان، وسط تونس، إثر مقتل رجل تتهم عائلته الشرطة بالوحشية.
ووقعت اشتباكات، مساء السبت في القيروان، بين وحدات الشرطة ومجموعات من الشباب، وذلك بعد يوم من حوادث مماثلة وقعت في اليوم السابق، بحسب شهود عيان. وجاءت هذه الأحداث عقب مقتل رجل أُلقي القبض عليه بعد مطاردة مع قوات الأمن، وهو ما أدى إلى تجدد التوترات الاجتماعية في هذه المنطقة من وسط تونس.
ووفقا لعدد من شهود العيان، أقام المتظاهرون حواجز باستخدام إطارات مشتعلة، مما أدى إلى إغلاق العديد من الطرق في المدينة، وأُلقيت الحجارة وزجاجات المولوتوف والقنابل المضيئة على قوات الأمن، التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. ولم تُصدر السلطات أي أرقام رسمية بشأن الإصابات أو الاعتقالات.
وبحسب عائلة الضحية، كان الرجل يقود دراجة نارية بدون رخصة عندما طاردته الشرطة، وأُفيد بأنه تم القبض عليه وضربه ونقله إلى المستشفى قبل أن يتمكن من الفرار.
توفي يوم الجمعة متأثرا بإصابة في الرأس، وفقا لأقاربه الذين يعزون وفاته مباشرة إلى العنف الذي تعرض له أثناء اعتقاله، ولم تؤكد السلطات هذه الرواية للأحداث، حتى الآن.
وزار محافظ القيروان منزل عائلة الفقيد، مساء السبت، وتعهد بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الوفاة، وفقا لشاهد عيان كان حاضرا أثناء الزيارة. ولم تقدم أي تفاصيل بشأن الإطار القانوني أو الإداري لهذا التحقيق، ولا بشأن أي إيقاف محتمل لضباط الشرطة المتورطين.
وتأتي هذه الاضطرابات في ظل مناخ وطني يتسم بتصاعد التوترات السياسية والاجتماعية. ومع اقتراب ذكرى "ثورة الياسمين" عام 2011، التي أشعلت شرارة "الربيع العربي"، في يناير، شهدت الأسابيع الأخيرة عدة مظاهرات للتنديد بما يصفه المعارضون بتراجع الحريات المدنية.
وفي هذا السياق، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو أكبر نقابة عمالية في البلاد، إلى إضراب عام في 21 يناير احتجاجا على الوضع السياسي والاجتماعي.
من جانبها، تصر السلطات على رغبتها في الحفاظ على النظام العام مع احترام القانون، رغم استمرار التوترات في عدة مناطق من البلاد.