تظاهرة الليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان في بسختها ال 13 تناقش مفهوم المواطنة


تظاهرة الليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان في بسختها ال 13  تناقش مفهوم المواطنة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      دعا ثلة من الخبراء والفاعلين، خلال ندوة نظمت يوم أمس الجمعة بالرباط، حول موضوع "المواطنة"، في إطار الدورة ال 13 من التظاهرة السنوية "الليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان"، إلى تعزيز المواطنة الفاعلة كممارسة مدنية نشيطة يتقاسم مسؤوليتها الأفراد والمؤسسات، على حد سواء.

وأكد المتدخلون، في هذه الندوة التي نظمتها جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، على ضرورة بلورة إمكانات بديلة عن الآليات الكلاسيكية لتعزيز المواطنة الفاعلة، لاسيما عبر تمكين الشباب والنساء ومغاربة العالم، أيضا، وإشراكهم كقوة اقتراحية.

كما سلط المتدخلون الضوء على مختلف المداخل لتعزيز المشاركة المواطنة، لاسيما على مستوى التربية والتكوين، والديمقراطية التشاركية، ومشاركة النساء ومغاربة العالم.

وفي هذا السياق، استعرض المفتش العام للشؤون البيداغوجية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فؤاد شفيقي، المسار الذي عرفته التربية على المواطنة، مشيرا إلى أن سؤالا هاما كان قد صاحب الميثاق الوطني للتربية والتكوين منذ 2000، ويتمحور حول " نموذج المدرسة والمواطنة التي نريد"، حيث تأكدت، منذئذ، الحاجة إلى مادة جديدة وهي التربية على المواطنة.

وأبرز السيد شفيقي، في هذا الصدد، الدور الذي طالما اضطلعت به المدرسة في "الحفاظ على الموروث وفي التنشئة الاجتماعية"، لافتا إلى أنها كانت دائما "حاملة لحساسية التحولات التي يعرفها المجتمع، وتلعب دور المحول الاجتماعي".

وتابع أن التركيز، في معالجة هذه المادة التعليمية، انصب على الأسس المشتركة للقيم، وهي الكرامة، والحرية، والمساواة، والعدل، والتسامح، والتضامن، والديمقراطية، بالأساس، فضلا عن تدريس مداخل إلى القانون، والحقوق والديمقراطية المحلية، وتخليق الحياة العامة، عبر وضع إشكالية يساهم التلميذ في حلها والتفاعل معها.

من جانبه، سجل الخبير والفاعل الجمعوي، يوسف لعرج، التطور الهام في مسار المشاركة المواطنة، منذ دستور 2011، من خلال مبادرة الحوار الوطني حول المجتمع المدني التي تم إطلاقها، والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية التي أتاحت مساهمة المجتمع المدني في التنمية المحلية.

وأشار، في هذا الصدد، إلى الهيئات الاستشارية، والمناظرة الوطنية حول الجهوية المتقدمة، ثم تقرير النموذج التنموي الذي وضع المشاركة المواطنة في صلب النموذج التنموي، بالإضافة إلى الملتمسات والعرائض كآليتين للديمقراطية التشاركية.

وأضاف السيد لعرج أن المشاركة المواطنة هي في صلب التشاور العمومي، مؤكدا، في هذا السياق، على ضرورة إخراج الإطار القانوني الذي ينظم هذا الأخير بمختلف آلياته، مع ضرورة تعزيز قدرات الفاعلين في المجتمع المدني وتمكينهم من الحق في الحصول على المعلومة.

من جهتها، أبرزت الحقوقية والفاعلة الجمعوية، ليلى الرحيوي، أن "تعزيز التمثيلية السياسية والمواطنة للنساء وتقوية ولوجهن لمراكز القرار السياسي كلها عناصر لا يمكن مناقشتها بشكل منفرد عن وضعيتهن العامة".

وشددت السيدة الرحيوي على ضرورة الإبقاء على مختلف آليات التمييز الإيجابي لتحسين التمثيلية المواطنة للنساء، مبرزة أنه "بدون الكوطا لم يكن التطور العالمي في التمثيلية السياسية للنساء ليحصل، وبالتالي تطور ولوج النساء إلى البرلمانات".

من جانبه، أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في تطوير سياسة خاصة بمغاربة المهجر، مما أسهم في تعزيز مشاركتهم المواطنة على عدة مستويات".

وأوضح أن تأسيس مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة العالم، سنة 1990، شكل خطوة مؤسساتية أولى في هذا الاتجاه، تلتها تحولات عميقة عرفتها الهجرة المغربية طالت أوضاع المهاجرين وارتباطهم بالوطن الأم.

كما اعتبرا أن "مشاركة الجالية المغربية في الحياة العامة تظل حاضرة عبر أشكال متعددة من الانخراط، لكنها تبقى غير كافية في ظل غياب مبادرات ملموسة لتعزيز هذه المشاركة، وضمان استمراريتها بشكل مؤسساتي".

وتتمحور الدورة ال 13 من التظاهرة السنوية "الليلة البيضاء للسينما وحقوق الإنسان"، وهي موعد ثقافي يجمع بين الفكر والإبداع، من خلال نقاشات مفتوحة حول حقوق الإنسان، وعروض سينمائية في الهواء الطلق، حول موضوع المواطنة الفاعلة، باعتبارها ممارسة مدنية نشيطة، يتقاسم مسؤوليتها الأفراد والمؤسسات، على حد سواء، في سبيل بناء مجتمع يرتكز على العدالة والكرامة والحقوق المشروعة، فردية كانت أو جماعية.

ويضم برنامج هذه الدورة عروضا سينمائية في الهواء الطلق بباحة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ويتعلق الأمر بتسعة أفلام تمثل ثمانية بلدان (المغرب، وفلسطين، ولبنان، وفرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، والبيرو)، بين أفلام قصيرة وطويلة: وثائقية وروائية.

وتنظم "الليلة البيضاء للسينما والمواطنة" بشراكة مع مؤسسة هاينريش بول – مكتب الرباط، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة – المغرب، والمعهد الفرنسي بالرباط، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمركز السينمائي المغربي، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، وسفارة إسبانيا بالمغرب، والشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان، ومهرجان كرامة بالأردن.

اترك تعليقاً