المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودعم التعاونيات في لقاء بالدريوش

نظمت عمالة إقليم الدريوش، أمس الجمعة، لقاء تواصليا لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لدعم التعاونيات.
وشكل هذا اللقاء، الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات (5 يوليوز)، بشراكة مع جمعية المرافق لتأطير ومواكبة الإدماج الاقتصادي للشباب، وبحضور ممثلي أزيد من 35 تعاونية، مناسبة لعرض تجارب ناجحة بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا تقاسم الخبرات والممارسات الفضلى في هذا الإطار.
وأبرز متدخلون في هذا اللقاء، الدور المحوري الذي تلعبه التعاونيات في تحقيق أهداف الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عبر مساهمتها في خلق فرص الشغل، ودعم الإدماج السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة، وتثمين الموارد المحلية.
وأكدوا على أهمية مواصلة تعبئة مختلف الفاعلين المحليين والجهويين من أجل تطوير سلاسل الإنتاج التعاوني، وتقديم دعم تقني وتمويلي مستدام، يشجع على الابتكار، ويساهم في النهوض بالاقتصاد المحلي القائم على المبادرة والتضامن.
وأبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الدريوش، عبد الواحد بلعري، في تصريح للصحافة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تولي أهمية بالغة للتعاونيات ومشاريع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لاسيما التي تستهدف النساء والشباب، وصغار الفلاحين، نظرا لدورها الأساسي في تعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي لهذه الفئات.
وأضاف بلعري أن هذا اللقاء شكل فرصة سانحة لتقاسم الممارسات الفضلى، واستلهام نماذج ناجحة بإقليم الدريوش، من أجل تحفيز التعاونيات الناشئة وتعزيز قدراتها على إدارة المشاريع، والتخطيط المالي، والتسويق المستدام للمنتجات المحلية والخدمات.
وأوضح أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الدريوش خصصت، خلال مرحلتها الثالثة، غلافا ماليا قدره 12 مليون درهم، لدعم 74 تعاونية نسوية وشبابية في مختلف المجالات، مما ساهم في تطوير مشاريع مدرة للدخل، وخلق فرص شغل، رغم التحديات المناخية وضعف التسويق.
ومن بين النماذج التي تم تقديمها، تجربة تعاونية بنات للخبازة والحلويات بجماعة أولاد أمغار، التي أكدت رئيستها، زهراء أمزيل، أن الدعم والمواكبة التي تلقتهما من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مكنها من تحويل شغفها بصنع الحلويات بمختلف أشكالها إلى مشروع رائد في إنتاج الحلويات التقليدية والعصرية، وتجربة مميزة لتكوين نساء وفتيات منطقتها في هذا المجال.
وأشارت إلى أن تعاونيتها، التي تستقبل ما بين 15 و25 فتاة من دوار بوجيبار، تمكنت بفضل الدعم المالي للمبادرة والمقدر ب 150 ألف درهم، من تحسين ظروف الإنتاج واقتناء معدات جديدة، مما عزز من إنتاجيتها وساهم في تكوين وإدماج عدد من الفتيات في سوق العمل.
وأكدت أن التعاونية تطمح إلى توسيع نشاطها بافتتاح محل تجاري مخصص لعرض وبيع منتوجاتها، في أفق تأسيس شركة مهيكلة تدمج الجانب الاجتماعي بالتسويق العصري وتستهدف زبناء من داخل وخارج الإقليم.
كما تبرز تجربة تعاونية ساموراي للخدمات، والمتخصصة في إنتاج وتقطير النباتات الطبية والعطرية، التي أسسها 5 شبان، منهم 4 نساء، حاصلين على شواهد عليا قرروا الاستثمار في تثمين الأعشاب الجبلية عبر مشروع يعتمد الطاقة الشمسية والتقنيات الحديثة.
وأوضح مسير التعاونية، عبد الحي لمغاري، أن هذا المشروع، الذي انطلق سنة 2021، حصل على دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقيمة 30 مليون سنتيم، بالإضافة إلى قرض بنكي مماثل، مما مكنهم من تجهيز وحدة إنتاج متخصصة، حصلت على 3 رخص صحية لإنتاج زيوت طبيعية عالية الجودة.
وأشار إلى أن التعاونية تواجه تحديات مناخية وتقنية، دفعتها إلى ابتكار حلول بديلة عبر الزراعة الطبيعية للنباتات الطبية والعطرية بغية ضمان استمرارية الإنتاج، مع العمل على تعزيز حضورها في الأسواق، عبر المشاركة في المعارض، والاعتماد على البيع عبر المنصات الرقمية.