تصنيف الاتحاد الأوروبي للجزائر على القائمة السوداء لغسيل الأموال وتمويل الإرهاب يهز أركان النظام العسكري

صوت البرلمان الأوروبي رسميا، يوم الأربعاء، 9 يوليوز 2025، على إضافة الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
و يُنظر إلى هذا القرار الصادر عن بروكسل في الأوساط الدبلوماسية على أنه إشارة واضحة للنظام العسكري الجزائري، الذي يلعب بأوراق متعددة مع نظام الملالي في إيران.
و يُبرز هذا الإجراء، الذي سن بناء على تقارير فنية قدمت إلى المفوضية الأوروبية، أوجه قصور خطيرة في النظام الجزائري لمكافحة القنوات المالية غير المشروعة. وتشمل المخاوف غموض تحويلات الأموال، وغياب الرقابة على المنظمات غير الحكومية، وضعف التعاون القضائي مع الشركاء الدوليين.
و علق لورانس تروشو، عضو البرلمان الأوروبي عن مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، على منصة إكس، مرحبا بخطوة نحو تشديد أكبر في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية المتزايدة.
ووفقا لتقارير إعلامية، فقد عُقد اجتماع طارئ على وجه السرعة برعاية بوعلام بوعلام، الشخصية الغامضة في النظام، إلى جانب الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان سعيد شنقريحة، وذلك عقب صدور القرار الأوروبي.
و عقب هذا التصنيف الأوروبي، ظهرت حقائق أكثر خطورة. تشير عدة تقارير سرية صادرة عن أجهزة استخبارات أوروبية إلى تورط كيانات مالية مقربة من النظام الجزائري في تحويلات مالية إلى دول غير مستقرة في منطقة الساحل، وكذلك إلى إيران.
و تشير مذكرة، غير منشورة، لكن مصدرا مطلعا على القضية اطلع عليها، إلى تدفقات مالية مشبوهة تربط الجزائر وطهران وبعض كارتلات أمريكا اللاتينية والجماعات الجهادية في الشرق الأوسط. وأشارت الوثيقة إلى تزايد استخدام الجزائر للأدوات والدعم المالي لكيانات مسلحة مثل حماس والحوثيين.
ووفقا لعدد من خبراء الأمن في منطقة الساحل، تعد هذه العمليات جزءا من استراتيجية فرض النفوذ الخارجي التي تنتهجها الجزائر، والتي تسعى إلى تعويض ضعفها الداخلي (الأزمة الاقتصادية، والاضطرابات الاجتماعية) من خلال سياسة نفوذ عدوانية في أفريقيا.
وأكد ضابط في الدرك الجزائري أن الجزائر تستخدم المرتزقة في قواعدها العسكرية في الجنوب كورقة ضغط.
ووفقا لأجهزة الأمن الأجنبية، رُصد مؤخرا عدد من المقاتلين في المناطق الحدودية مع مالي والنيجر وموريتانيا.
كما رُصدت عمليات إعادة الانتشار هذه من جنوب الجزائر وصور أقمار صناعية سرية، وفقا لتقارير إعلامية نقلا عن لمصادرها الخاصة.