انقطاع مفاجئ للوقود يتسبب بسقوط طائرة إير إنديا ومصرع 260 شخصا

تحولت رحلة جوية عادية بين أحمد آباد ولندن إلى واحدة من أسوأ كوارث الطيران في العالم خلال العقد الأخير، بعدما تسبب انقطاع مفاجئ لتدفق الوقود إلى محركي طائرة "إير إنديا" من طراز بوينغ دريملاينر، في توقف المحركات وسقوط الطائرة، ما أدى إلى مصرع 260 شخصًا من بين الركاب وأفراد الطاقم ومن كانوا على الأرض.
التقرير المبدئي الصادر عن مكتب تحقيقات الحوادث الجوية في الهند كشف تفاصيل صادمة عن اللحظات الأخيرة للرحلة، مشيرا إلى حدوث ارتباك داخل قمرة القيادة، إذ انتقلت مفاتيح التحكم بتدفق الوقود إلى وضع الإيقاف بشكل شبه متزامن بعد الإقلاع، مما تسبب في توقف المحركين وفقدان الطائرة للطاقة والدفع.
ورغم محاولات الطيارين إعادة تشغيل المحركات، فإنها باءت بالفشل بسبب انخفاض الارتفاع، بحسب ما أظهره مسجل صوت قمرة القيادة وكاميرات المراقبة.
المفاجأة الكبرى أن التقرير لم يحدد سبب تحول المفاتيح إلى وضع الإيقاف، وهو ما زاد الغموض حول الحادث. ووفقا لخبراء سلامة طيران أميركيين، من غير المرجح أن يكون الأمر مجرد خطأ بشري، نظرًا لتعقيد الإجراءات الخاصة بهذه المفاتيح. أحد الطيارين سُمع في التسجيل الصوتي وهو يسأل زميله عن سبب قطع الوقود، إلا أن الأخير نفى قيامه بذلك.
موقع التحطم أظهر أن المفتاحين كانا في وضع التشغيل، ما يشير إلى محاولة إعادة التشغيل في اللحظات الأخيرة، في حين أكد التقرير أن الطيارين لم يواجهوا أي طارئ يتطلب إيقاف المحركات، مثل نشوب حريق أو تسرب وقود، وهو ما يزيد من الشكوك حول السبب الحقيقي وراء الكارثة.
قائد الطائرة، سميت سابهروال، البالغ من العمر 56 عاما، كان من ذوي الخبرة العالية، إذ تجاوزت ساعات طيرانه 15 ألف ساعة وكان مدربا رسميا في الشركة، بينما بلغ مجموع ساعات طيران مساعده كلايف كندر 3403 ساعة. رغم ذلك، لم تحمل هيئة التحقيقات أية مسؤولية مباشرة للطاقم، كما لم توجه اتهامات للشركات المصنعة، سواء بوينغ أو جنرال إلكتريك.
الشركات المعنية، وعلى رأسها الخطوط الجوية الهندية وبوينغ، أكدت تعاونها الكامل مع التحقيق، فيما شددت السلطات الأميركية على ضرورة تتبع الحقائق وتحديد أي مخاطر قد تهدد سلامة الطيران مستقبلا. ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من شركة جنرال إلكتريك التي أنتجت محركات الطائرة.
وبينما تنتظر عائلات الضحايا التقرير النهائي المتوقع خلال عام، تتعرض "إير إنديا" لتدقيق شديد على خلفية الحادث، وسط سعي حكومي لتحويل البلاد إلى مركز عالمي للطيران. حادث سقوط الطائرة شكل صدمة للرأي العام، وأعاد التذكير بأن حوادث الطيران لا تزال قائمة رغم التقدم التكنولوجي، وأنها غالبا ما تكون نتيجة تداخل معقد بين سلسلة من العوامل البشرية والتقنية.