تأهيل السوق المركزي ودرب الغلف ودرب عمر يثير قلق التجار بالدار البيضاء

أثارت عملية هدم سوق دالاس الشهير، الواقع في الحي الحسني بالدار البيضاء، بهدف إعادة تأهيله، موجة من السخط بين أكثر من 800 تاجر كانوا يعملون هناك لأكثر من 40 عاما.هذا الحدث أثار أيضا مخاوف المهنيين في أسواق عريقة أخرى بالمدينة، والتي تأثرت هي الأخرى بمشاريع إعادة التأهيل، حيث يخشى هؤلاء المهنيين من أن يواجهوا المصير نفسه، أي غياب ضمانات واضحة لاستمرارية أعمالهم.وتتأثر أسواق استراتيجية مثل السوق المركزي، ودرب غلف، ودرب عمر بمشاريع وخطط طموحة لإعادة الهيكلة، الهدف منها هو وضع حد للفوضى العمرانية، وتحديث البنية التحتية التجارية، وتعزيز قيمة هذه المساحات التي شكلت سمعة اقتصادية للدار البيضاء.و في هذا السياق، أطلقت شركة SDL Casa Aménagement مؤخرا طلب عروض لإعادة تأهيل وتجديد السوق المركزي بالدار البيضاء. ووفق تقارير إعلامية، فمن المقرر فتح باب العروض في 4 يونيو 2025، بميزانية تقديرية قدرها 41,028,000 درهم شاملة الضرائب، في حين يبلغ مبلغ التأمين المؤقت المطلوب 411,000 درهم.وبحسب ذات المصادر، فالمشروع يشمل تجديدا كاملا للمساحات التجارية، وإنشاء شرفة بانورامية مخصصة لخدمات المطاعم (مطاعم ومقاهي)، وتوحيد معايير الواجهات، وتهيئة مساحات خضراء بمقاعد عامة، بالإضافة إلى قبو تقني لاستيعاب معدات حفظ الطعام مثل الثلاجات والمجمدات، وغيرها من المعدات.في الوقت نفسه، يستهدف مشروع واسع النطاق أيضا جوطيا درب غلف الشهير، الواقع في حي المعاريف.ويعاني هذا السوق، الذي يعد ركيزة تجارية رئيسية رغم أوضاعه الهشة، منذ سنوات من نقص البنية التحتية الأساسية: نقص المياه والكهرباء، وانعدام الأمن، والفوضى العامة.و عُقدت عدة اجتماعات مع المسؤولين، الذين أكدوا حرصهم على الحفاظ على روح السوق مع إجراء تحسينات جوهرية. ومن بين المشاريع قيد الدراسة: بناء سور يحيط بالسوق، وموقف سيارات تحت الأرض، وبناء طابق ثان، وتوسيع الممرات، وتركيب شبكات الصرف الصحي والإنارة العامة، وفقا لما أشار إليه المختصون.ونقلت المصادر عن مهنيين إعرابهم عن إصرارهم على بقاء السوق في موقعه الأصلي بالمعاريف، حيث قال أحدهم:"لم يُتخذ أي قرار بنقله، والسلطات تصر على بقاء درب غلف في موقعه الأصلي".وأضاف قائلا:"لا تزال هناك مخاوف بشأن تقدم العمل ونحن نفضل عدم مغادرة السوق أو مقاطعة أنشطتنا أثناء العمل، حتى لو استمر لأكثر من عام".ويقترح المهنيون تنظيما على مرحلتين لضمان استمرار العمليات، وفي حال استلزم الأمر شغورا مؤقتا، يطالبون بضمانات خطية تضمن عودتنا إلى الموقع لمواصلة أعمالنا.