يوم تحسيسي بطنجة للوقاية من حرائق الغابات بمبادرة من وكالة المياه والغابات

نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشراكة مع وزارة الداخلية والمديرية العامة للوقاية المدنية، اليوم السبت، يوما تحسيسيا للتوعية بمخاطر حرائق الغابات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
وتهدف هذه المبادرة، التي احتضنتها الغابة الحضرية بيرديكاريس بطنجة، إلى زيادة الوعي بمخاطر حرائق الغابات بين مختلف مرتادي ومستعملي الغابات، بما في ذلك سكان القرى المجاورة والدواوير، والمزارعين الذين لديهم أراض مجاورة للغابات، ومزارعي الواحات، وجمعيات القنص ومستغلي الغابات، فضلا عن المخيمين، وممارسي الرياضة.
كما تسعى هذه التظاهرة إلى تعزيز مشاركة مختلف وسائل الاعلام والمجتمع المدني في الحماية من خطر حرائق الغابات وتجنبها ما أمكن وبالوسائل الممكنة والمتاحة، لاسيما في ظل الظرفية المناخية الصعبة التي يمر منها العالم، بما في ذلك المغرب.
بالغابة الحضرية بيرديكاريس بطنجة، عقد مسؤولو الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية وممثلو المجتمع المدني لقاء تنسيقيا قبل الشروع في حملة تواصلية ميدانية داخل المنتزه، عبر لقاءات مباشرة مع مرتادي المجال الغابوي وتوزيع المطويات الداعية إلى تبني سلوكيات مسؤولة للحد من العوامل التي قد تشكل مخاطر لاندلاع الحرائق.
في هذا السياق، أكد عثمان عزاوي، المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بطنجة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اليوم التحسيسي يندرج في سياق جهود الوكالة، بتنسيق مع باقي الشركاء، لحماية الثروة الغابوية من خطر الحرائق، التي تهدد المنطقة بشكل خاص خلال الفترة الصيفية، مبرزا أن الحملة التحسيسية تشمل السكان المجاورين ومرتادي الغابات وتلاميذ المؤسسات التعليمية القريبة.
وذكر بأن الحملة انطلقت بالفعل يومي 21 و 22 من شهر ماي الجاري حيث ن ظمت لقاءات داخل الفصول الدراسية لفائدة تلاميذ المناطق المستهدفة، واليوم يتم التركيز على الغابات الحضرية وشبه الحضرية عبر عقد لقاءات مباشرة مع المرتادين وتوزيع المطويات التحسيسية.
وأبرز أن الحملة تهدف بشكل خاص إلى تحسيس مرتادي الفضاءات الغابوية لحثهم على تفادي السلوكيات والممارسات التي قد تؤدي إلى نشوب الحرائق، للمساهمة في حماية التراث الطبيعي الذي تزخر به المنطقة، والذي يعتبر حساسا تجاه النيران.
من جانبه، أكد رضوان لوديدي، ممثل فيدرالية مرشان للتنمية المستدامة، المساهمة في هذه الحملة التحسيسية، أن مساهمة المجتمع المدني مهمة إلى جانب مصالح المياه والغابات والوقاية المدنية والسلطات المحلية، لاسيما ما يتعلق بأنشطة تحسيس وتوعية الناس بأهمية الحفاظ على المجال الغابوي وتفادي التسبب في نشوب النيران أو تلويث المجالات البيئية.
وتم بهذه المناسبة تقديم عرض حول الثروة الغابوية التي تشكل 23 في المائة من مساحة عمالة طنجة-أصيلة، والتي تتميز بتنوع بيولوجي غني بالنظر إلى الموقع الجغرافي للمنطقة وتكوينها الجيومورفولوجي، كما تضم 3 مواقع ذات أهمية إيكولوجية، ويتعلق الأمر بمنتزه بيرديكاريس وكاب سبارطيل وتهدارت.
من بين أهم المخاطر التي تهدد غابات عمالة طنجة-أصيلة، هناك العوامل البشرية ذات الصلة بحرية الولوج إلى الملك الغابوي واستغلاله، وطبيعة الغطاء الغابوي المتميز بكثافته وقابليته للاشتعال وجفاف النباتات الثانوية، إلى جانب العوامل المناخية كارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة وهبوب رياح جافة وقوية.
لحماية هذه الثروة الغابوية، عملت مصالح المياه والغابات، بتعاون مع باقي الشركاء، على شق 189 كلم من المسالك الغابوية، وإقامة 26,6 كلم من مصدات النار، وبناء 5 أبراج مراقبة، وتجهيز 10 نقط ماء، واقتناء 3 عربات للتدخل الأولي لإخماد النيران، إلى جانب المئات من المعدات الخفيفة المحمولة.